ولست أدري ماذا حدث لي عندما سمعت قوله، فإني رفعت رأسي قائلا وقلبي يتحفز: ألا نضع برنامج الجريدة أولا؟
فأجاب مسرعا: هذا شيء واضح لا يحتاج إلى إضاعة وقت، أليس كذلك؟ ونحن في حاجة إلى كل وقتنا، المهم أن نكسب المعركة.
فقلت متمالكا شعوري: في سبيل أي شيء؟ ماذا نقصد من وراء المعركة؟ هذا ما أسأل عنه.
فقال في دهشة: هي المعركة الانتخابية.
فقلت: ولكني أسأل عن الجريدة. أليست للنطق بلسان الشعب؟
فقال بسرعة: طبعا.
فقلت في عناد: إذن فماذا نقول على لسان الشعب؟ إننا نريد أن يلتف الناس حولك عن إخلاص ويشعروا بأنك تنطق بلسانهم حقا، ومن المصلحة أن نرسم ما تقوله للشعب حتى يعرف المبادئ التي ينتخبك من أجلها؟
فقال في فتور: مثل ماذا؟
فقلت: الشعب طبعا يريد أن يعيش ويشبع ويلبس ويسكن، ويريد أن يتعلم ويتداوى ويحس أن الحكومة تخدمه ولا تسلبه، يريد من البرلمان أن يجتمع للنظر في مصلحته لا في مصلحة أعضائه، ويريد أن يكون أعضاء البرلمان خداما له لا سادة يستغلون ثقته، هذا ما أظن أنه صوت الشعب، وهذا ما يصح أن تبايع عليه الشعب.
وكان السيد ينظر إلي بوجه ينطق بالضجر، ولأول مرة لاحظت عليه أنه ينظر إلى وجهي نظرة ثابتة غاضبة.
Неизвестная страница