فنظر إلى نظرة فاترة وهو يمضع ثم قال: ماذا تريد؟
فمددت يدي إليه بالورقة، ولكن يده كانت ملوثة بالزيت ، فتردد لحظة ثم مد إصبعي يده اليسرى وأخذها مني فنظر فيها لحظة ثم قال: هذا خطك؟
فقلت مسرورا: نعم.
فوضع الورقة إلى جانب وأخذ لقمة كبيرة اشتملت على بقية ما في الطبق ثم فرك يديه وسألني من بين أضراسه: شهادة الثقافة؟
فأجبت في شيء من الزهو: نعم.
فقال: وأين هي؟ وما أدراني أن هذا صحيح؟
فقلت: أحضر لك إقرارا من المدرسة بأني ناجح في الثقافة وأتعهد بإحضار الشهادة عند استلامها.
فتبسم قائلا: حسن جدا، أين القهوة يا قرني؟
ووجه الكلمة الأخيرة إلى الحاجب الذي كان واقفا ورائي وهو الذي دلني على الغرفة. ثم اتجه إلي قائلا: طيب! تفضل الآن.
وكنت أود أن أسأله عن رأيه، وهل هناك أمل في قبول طلبي، ومتى أعود إليه مرة أخرى، وما هي الوظيفة، وما أجرها؟ ولكنه نظر إلي نظرة فاحصة كأنه يقول لي: «انصرف من هنا.»
Неизвестная страница