أي يلهو، جهجة به وهجهج به إذا حبسه ومنعه، والصفايا من النوق الغزار، الواحد صفيّ.
٣٩- حرامه يركب من لا حلال له
أغار جبيلة بن عبد الله أخو بني قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم على إبل جريّة بن أوس بن عامر أخي بني أنمار بن الهجيم بن عمرو بن تميم يوم مسلوق، فاطردوا ابله غير ناقة كانت فيها مما يحرّم أهل الجاهلية ركوبه، وكان في الإبل ابن أخت جرية، وكان فيها فرس لجرية يقال له العمود، وكان مربوطا بعرادة، فاجتذبها فبقيت في طرف رسنه، فذهب وذهب القوم بالإبل غير تلك الناقة الحرام، فإنهم أخرجوها وكرهوا أن تكون في الإبل لأنها حرام، وبلغ جرية الخبر، فإذا القوم قد سبقوا بالإبل غير تلك الناقة الحرام، فقال جرية لابن اخته: ردّ عليّ الناقة لعلي اركبها في أثر القوم، قال: إنها حرام، قال جرية: حرامه يركب من لا حلال له «١» فركب في أثر القوم حتى أدركهم، فأقبل عليه جبيلة فاختلفا بينهما طعنتين فقتله جرية وأحرز القوم الإبل فذهبوا بها، وذهب قوله: حرامه يركب من لا حلال له مثلا.
قال جريّة في ذلك:
إن تإخذوا إبلي فإن جبيلكم ... عند المزاحف ثوبه كالخيعل «٢»
الخيعل: النطع والبيت من ادم والنقبة تلبسها الجارية من أدم.
أنحى السنان على مجامع زوّره «٣» ... إذ جاء يزدلف ازدلاف المصطلي
نرمي برامحنا خصاصة بيتنا ... زالت دعامة أيّنا لم ينزل
إذ ينسلون بذي العراد وفاتني ... فرسي ولا يحزنك سعي مضلل
ومقاضة زغف كأن قتيرها ... حدق الأساود لونها كالمجول
تضفو على كفّ كما ضفا ... سيل الأضاء على حبيّ الأعبل
أبغي نكيثة نفسه بمهنّد ... كعصا الجديدا في سنان منجل «٤»
المفاضة: الدرع الواسعة، والقتير:
مسامير الدرع، وقال ابن الأعرابي:
المجول: الفضة، الأعبل: الجبل الأبيض، والحبي: ما تحبا أي اجتمع وحبيّ الأعبل:
ما اتصل منه وحبا بعضه إلى بعض أي دنا، والأعبل: حجارة بيض، والأضاء: الغدران
1 / 43