ولن أدع مقامى هذا حتى أقدّم أصدق الشكر وأخلصه إلى الأستاذ الدكتور عبد الله درويش، الذى تفضل فقبل الإشراف على هذه الرسالة العلمية، ثم إلى الأستاذين الفاضلين: الدكتور حسن عون-برّد الله مضجعه، ورحمه رحمة واسعة سابغة-والدكتور محمد بدوى المختون، بارك الله فى أيامه، ومتّعه بالصحة والعافية، لتفضّلهما بقبول مناقشة الرسالة، وإخلاصهما فى النّصح والتوجيه والنقد.
ودعاء بالمغفرة والرضوان للشاعر المبدع، والمحقّق الثبت الأستاذ حسن كامل الصيرفى، هذا الرجل الذى عبر دنياه كنسمة هادئة، والذى عاش حياته كلّها محبّا ودودا، بارّا كريما، لم يسع إلى جاه، ولم يركض خلف شهرة، ووقف هادئا يرقب الناس وهم يتواثبون ويقفزون، مخلصا لفنّه الشّعرىّ، باذلا أقصى جهده فى إخراج نصوص التراث (١). ولهذا الرجل الكريم فضل علىّ سابغ، فى بداياتى العلمية، ثم فضل آخر على هذه الرسالة، فقد فتح لى قلبه ومكتبته الحافلة بنوادر كتب الأدب والشعر، أوثّق منها شواهد أمالى ابن الشجرى. ﵀ ورضى عنه.
أما شيخ العربية، أبو فهر محمود محمد شاكر، هذا الإمام الجليل: فإن له علىّ أيادى كثيرة أعدّ منها ولا أعدّدها، كما يقول صاحبه أبو الطيّب، وحسبه أنه أشعر قلبى حبّ هذا التراث والعصبيّة له، وتلقّيه بما ينبغى له من الجلال والحيطة والحذر. ثم إنه قد وقف خلفى فى هذه الرسالة، يستحثنى ويطلب عجلتى، ويتولّى عنى ما يئودني ويثقل كاهلى، بل إنه كان يفتح علىّ اتّصالا هاتفيّا مع عصر كلّ يوم (٢)؛ يرقب خطوى ويجبر نقصى. . . إلى أشياء أخرى، لا يحبّ أن أذكرها، ولا أحبّ أن أخالف عن أمره. جزاه الله خير الجزاء.
_________
(١) من أعماله العظيمة فى مجال تحقيق النصوص: ديوان البحترى، وهو غاية فى الصبر على الجمع والتوثيق. وطيف الخيال، للشريف المرتضى. ولطائف المعارف، للثعالبى، ودواوين: عمرو بن قميئة، والمتلمّس الضبعى، والمثقّب العبدىّ، وقد جرى فى إخراج هذه الدواوين على نهج معجب فى التخريج والتحقيق.
(٢) ليس هذا من التفصيل المملّ، ولكنه تاريخ ينبغى أن يسجّل لهؤلاء الشيوخ العظام، وما يبذلونه لتلاميذهم، سخيّة نفوسهم، طيّبة قلوبهم. ولم يكن هذا صنيع الشيخ معى وحدى، بل كان هذا دأبه وديدنه مع سائر تلاميذه ومحبّيه، ولكنّ أكثر الناس يجحدون.
المقدمة / 12