Цвета и человеческие реакции
الألوان والاستجابات البشرية
Жанры
كرس الشاعر الألماني الكبير جوته سنوات كثيرة لدراسة الألوان، وعارض نظريات نيوتن العلمية معارضة شرسة. ورغم ذلك، فقد كان جوته مخطئا في هذا الصدد، وما أسهم به في فن الألوان كان حماس العبقري وروحه وبصيرته المميزة. وقد اخترع جوته دوائر ومثلثات الألوان.
كان لجوته آراء قوية فيما يتعلق بالعامل الجمالي والعامل العاطفي في الألوان، واعتقد أن كل الألوان مشتقة من الضوء والظلام، وأن اللونين الرئيسيين الأساسيين هما الأصفر والأزرق. ورأى أن بعض الألوان كانت «إيجابية»: الأصفر، الأصفر المحمر (البرتقالي)، الأحمر المصفر (الزنجفري). وفيما يتعلق بالأصفر: «في أعلى مستويات نقاوته، يحمل دائما بطبيعته السطوع، ويحمل طابعا هادئا ومبهجا ومثيرا على نحو هادئ ...» وقال عن قرمزي الزنجفر: «تأثير هذا اللون غريب على قدر غرابة طبيعته؛ فهو يعطي انطباع الجدية والرزانة، وفي الوقت نفسه يعطي انطباع الجمال والجاذبية.» كانت الطاقة عالية في الأصفر المحمر: «يعطي الأصفر المحمر انطباع الدفء والبهجة؛ لأنه يمثل لون لهيب النار الأكثر شدة، وإشعاع شمس الغروب الأكثر اعتدالا ... ولا عجب أن الرجل غير المتعلم الطائش الفج لا بد أن يسره كثيرا هذا اللون.»
وكان ضمن الألوان «السلبية» الأزرق والأزرق المحمر (البنفسجي)، والأحمر المزرق (الأرجواني). وفيما يتعلق بالأزرق، يقول جوته: «لهذا اللون تأثير غريب على العين ولا يمكن وصفه؛ فهو قوي كلون، لكنه على الجانب السلبي، وفي أعلى حالات نقاوته، يمكن القول إنه تناقض مثير؛ ولذلك فإن مظهره يمثل نوعا من التناقض بين الإثارة والاسترخاء.» وقال عن البنفسجي: «يتعمق الأزرق في الأحمر على نحو معتدل جدا، ثم يكتسب شخصية نشطة إلى حد ما، على الرغم من أنه على الجانب السلبي ... ويمكن القول إنه يسبب لنا الإزعاج أكثر مما يسبب لنا البهجة.»
وعلى الرغم من أن جوته كان يكره اللون الأخضر المصفر، فقد كان مغرما باللون الأخضر نفسه: «إن الأصفر والأزرق، اللذين نعتبرهما اللونين الأكثر أساسية ولونين بسيطين، إذا توحدا عند ظهورهما الأول، في أولى حالات نشاطهما، فستكون النتيجة اللون الذي نطلق عليه الأخضر. يتولد لدى العين انطباع بالامتنان على نحو مميز عند رؤية هذا اللون.» وإذا كان الأخضر متوازنا على نحو مثالي بين الأصفر والأزرق، فإن: «الناظر لن تكون لديه الرغبة ولا القوة في تخيل حالة أفضل منه. لذلك، ومن أجل الغرف التي نعيش فيها باستمرار، فإن اللون الأخضر هو اللون الأكثر اختيارا في العموم.» وفيما يتعلق بالتناغم، فإن الأصفر والأزرق مجموعة ضعيفة التناغم، والأصفر والأحمر لهما «تأثير باعث على السكينة والروعة». وكان البرتقالي والأرجواني بالنسبة لجوته لونين يسببان الإثارة ورفع الروح المعنوية، فقال عنهما: «إن الجمع بين الأصفر والأخضر لطالما كان له أثر عادي، لكن بطريقة مبهجة. أما الأزرق والأخضر، على النقيض من ذلك، فلهما أثر عادي على نحو منفر. وأطلق أسلافنا الصالحون على هذين اللونين الأخيرين ألوان المهرج.»
وبالنسبة للتناغم فقد فضل المكملات، مثلما فعل شيفيرول لاحقا. وفي إشارة إلى دائرة الألوان كتب يقول: «الأصفر يتطلب الأزرق المحمر؛ والأزرق يتطلب الأصفر المحمر؛ والأحمر يتطلب الأخضر «والعكس».» وتوقع أن يكون لدى الفنانين معرفة مناسبة بترتيب الألوان وتناغمها فقال: «إن التجنب المقيت بل والحازم لكل الآراء النظرية المتعلقة بالألوان وكل ما ينتمي إليها، موجود حتى الآن بين الرسامين. وهذا تحيز لا يلامون عليه على أي حال ؛ لأن كل ما أطلق عليه نظريات حتى الآن كان لا أساس له، ومتذبذبا، وشبيها بالتجريبية.» وبذل جوته قصارى جهده لإصلاح ذلك. (5) يوجين ديلاكروا
في عصره، ناضل ديلاكروا من أجل الألوان وحارب النمطية وأصبح بطل أتباع المدرسة الانطباعية. كان يراقب بدقة ظواهر الألوان في الطبيعة، وكان تواقا للمعرفة؛ فكتب يقول: «إن عناصر نظرية الألوان لم نحللها ولم نتعلمها في كليات الفنون؛ لأنه في فرنسا يعتبر من غير الضروري دراسة قوانين الألوان، وفقا للقول المأثور: «رسامو التصاميم يصنعون. أما رسامو الألوان فيولدون.» أسرار نظرية الألوان؟ لماذا نطلق لفظة أسرار على تلك المبادئ التي يجب أن يعلمها كل الفنانين، ويجب أن يتعلموها؟» أصبح ديلاكروا مثار الإعجاب، وحفر اسمه في ذاكرة الجميع بسبب تعليقاته القاطعة مثل: «عدو كل الألوان هو الرمادي ... امنع كل ألوان الأرض ... وأعطني لون الطين وسأصنع منه جلد فينوس، لو سمحت لي بإحاطته بما أريد من ألوان.»
كان لدى ديلاكروا وجهة نظر مميزة تجاه الألوان وفضول تجاهها أيضا. وإليكم مقتطفا مبهجا من «الدورية» التي كان يكتبها: «من نافذتي أرى نجارا يعمل، عاريا حتى خصره، في أحد المعارض. ألاحظ كيف أن الألوان النصفية لجسده ملونة بقوة مقارنة ببقية جسمه الذي لا يتحرك. ولاحظت الأمر نفسه بالأمس في ساحة سان سولبيس؛ حيث كان أحد المتسكعين يتسلق تماثيل النافورة، في الشمس. البرتقالي الباهت في لون لحم الجسم، والألوان البنفسجية الأقوى للظلال الساقطة، والانعكاسات الذهبية في الظلال التي أصبحت بارزة على الأرض. سيطر اللون البرتقالي واللون البنفسجي بالتناوب أو اختلطا معا. كان اللون الذهبي ينطوي على لون أخضر. وأظهر الجسم لونه الحقيقي فقط في الهواء الطلق، وفوق كل هذا تحت أشعة الشمس؛ فعندما يخرج المرء رأسه من النافذة يصبح مختلفا إلى حد كبير عما كان عليه وهو داخل المبنى. ومن هنا تأتي حماقة اللوحات المرسومة في المرسم التي تبذل قصارى جهدها في تزييف هذا اللون.» وكان لانتقاده «للوحات المرسومة في المرسم» ودعوته إلى ملاحظة الألوان في «الهواء الطلق» أثرهما في إثارة وإلهام شباب المدرسة الانطباعية في عصره. وقد أصبح بعضهم رسامين للمناظر الطبيعية يرسمون بالفعل في الهواء الطلق خارج الأماكن المغلقة! (6) ميشيل أوجين شيفيرول
كان ديلاكروا من المعجبين بميشيل أوجين شيفيرول؛ الكيميائي الفرنسي ورئيس قسم الأصباغ في مصانع جوبلين الشهيرة لقماش النجود الموجودة خارج باريس. ورغم أن ديلاكروا حاول في وقت من الأوقات مقابلة شيفيرول، فإن هذا اللقاء لم يتم مطلقا؛ ربما بسبب تدهور صحة شيفيرول (الذي عاش إلى أن وصل إلى 103 سنة). وعلى أي حال، ففي عام 1835، نشر شيفيرول واحدا من أعظم الكتب التي كتبها عن الألوان؛ وهو كتاب «مبادئ التناغم والتباين في الألوان». وأشار هذا الكتاب إلى «الرسم، والزخرفة الداخلية، وأقمشة النجود، والسجاد، والفسيفساء، وزجاج النوافذ الملون، وتلوين الأوراق، وطباعة القماش القطني كاليكو، والطباعة البارزة، وتلوين الخرائط، والملابس، وتنسيق المناظر الطبيعية والزهور، إلخ». وقد كرمته الحكومة الفرنسية لاحقا بميدالية برونزية وتمثال، وطبعة خاصة لكتابه الرائع بمناسبة عيد ميلاده المائة.
وتعد جهود شيفيرول الإبداعية في مجال الألوان بارزة في ثلاثة جوانب كبرى؛ أولا: على الرغم من أن الفن التجريدي لم يكن موجودا في وقته، فإن نقاشات شيفيرول ورسومه التصويرية للصور التلوية وتأثيرات التباين المتناوب والمتزامن أثرت قطعا على ما ظهر لاحقا من رسامين غير تمثيليين، وبعض مدارس الرسم مثل مدرسة الفن البصري. ولاحقا نسخت هذه الاكتشافات وقلدها وسرقها آخرون. ثانيا: أثرت دراساته عن المزج اللوني البصري على المدرسة الانطباعية، وعلى المدرسة الانطباعية الجديدة، وعلى كافة أشكال التعبير اللوني المتعلقة بالظواهر البصرية. ثالثا: كان واحدا من أوائل الرجال الذين وضعوا مبادئ محددة للتناغم اللوني (التي سنعرضها بعد قليل)، والتي أصبحت دراستها ضرورية عند تعليم الألوان والتدريب عليها منذ ذلك الحين.
ماذا يعلمنا شيفيرول عن تناغم الألوان؟ في البداية، لقد فرق بين أشكال التناغم الصادرة عن التشابه وتلك الصادرة عن التباين. كانت أشكال التناغم الصادرة عن التباين هي الأشكال المفضلة لديه، فيقول شيفيرول: «كلما زاد الاختلاف بين اللونين أصبح ارتباطهما مفضلا فيما يتعلق بالتباين بين كل منهما، وكلما تقارب الشبه بينهما زاد خطر إضرار ارتباطهما بجمالهما .» وبافتراض أن القارئ تلقى بعض التدريب في مجال التناغم بين الألوان على صعيد أكاديمي، دعوني أستعرض ما كررته الكثير من الكتب. تأمل دائرة ألوان تقليدية مثل تلك التي استخدمها شيفيرول، تجد أنها تتكون من ألوان أساسية هي الأحمر والأصفر والأزرق، وألوان ثانوية هي البرتقالي والأخضر والبنفسجي، وألوان وسطية مثل البرتقالي المحمر، والبرتقالي المصفر، والبنفسجي المحمر.
Неизвестная страница