Цвета и человеческие реакции
الألوان والاستجابات البشرية
Жанры
لم يستطع تيد سيريوس أن يفسر موهبته، ولم يكن لديه أدنى اهتمام بمحاولة تفسيرها، وقال إن هذه الهبة سوف تزول. وقد زالت مع مرور الوقت. ويعلق جول أيزنبود في كتابه المثير قائلا: «اعترف الدكتور هانز برجر؛ مكتشف الأمواج الدماغية، بالحقيقة المحتملة المتمثلة في التواصل عبر التخاطر، لكنه لم يصدق أن أي نوع من «إشعاعات» الأمواج الدماغية التي قاسها جهاز تخطيط الدماغ يمكن أن يكون مصدر تلك الموجات.» (3) الصور التخيلية
استكمالا لخصائص الرؤية البالغة الغموض، سأتناول الآن ظاهرة الصور التخيلية. في السنوات الأخيرة، أدت دراسة الرؤية والصور التخيلية إلى اكتشاف ظواهر متعددة ومدهشة. ومن بين هذه الظواهر سحر الألوان الذي يصاحب عادة عقار الهلوسة إل إس دي (ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك). لكن في البداية دعوني أستعرض دليل الصور التخيلية المعروف على نحو أفضل لدى بعض الأفراد الموهوبين.
وفقا للكاتب إي آر ينش في كتابه «الصور التخيلية»، فإن الصور التي يراها البشر تنقسم إلى ثلاثة أنواع هي: صور الذاكرة، والصور التلوية، والصور التخيلية. النوع الأول من هذه الصور هو نتاج العقل والتخيل، ويأتي على هيئة فكرة أو خاطرة. أما الصور التلوية فتعني معناها الحرفي إلى حد كبير، الذي يعني مشاهدة الصور بعد مشاهدتها في الحقيقة؛ فهي تلك الصور التي شاهدناها بالفعل، وربما يكون لها شكل وتصميم وبعد ولون محدد، وقد يختلف حجمها باختلاف قرب أو بعد الأسطح التي تحدق العين فيها. ويكون مثل هذا النوع من الصورة مكملا عادة؛ فنرى الأبيض في منطقة كانت سوداء في الأصل، والأحمر يأتي محله الأخضر، وهكذا. أما النوع الثالث، الصور التخيلية، فهو النوع الأكثر تميزا. وكتب ينش عن هذا النوع فقال: «الصور التخيلية هي ظواهر تحتل موقعا وسيطا بين الأحاسيس والصور - وعلى غرار الصور الفسيولوجية المعروفة باسم الصور التلوية، فإنها «ترى» دائما بالمعنى الحرفي - وتتسم بأنها ضرورية تحت أي ظرف، وتشترك في هذه السمة مع الأحاسيس.»
الصور التخيلية هي هبة الطفولة والشباب، وهبة المجنون، وهبة متلقي الإلهام الصوفي. وعلى الرغم من أنها تبدو مشابهة للظواهر الخارقة للطبيعة، فإنها حقيقة حسية؛ فالطفل الذي يلعب بألعابه قد يتمكن من عرض صور حية لتلك الألعاب في عقله. وقد لا تكون تلك الصور مجرد نتاج التخيل؛ فربما تكون ملموسة إلى حد كبير، وذات تكوين له أبعاد ولون وحركة. إنها بمنزلة «شرائح فانوس العرض» بالنسبة للعين والدماغ، وتعرض في مكان محلي محدد. إنها صور حقيقية تماما مثل شرائح الفانوس المعروضة، وسوف تتبع حركات العين تفاصيلها. وقد يجد الأشخاص المصابون بحالة هيستيرية نتيجة لتناول المخدرات أو بسبب الاضطرابات العقلية أنهم يهاجمون من قبل أعداء مخيفين. وقد عرف أن بعض هؤلاء الأشخاص قد هربوا لينجوا بحياتهم، بل وقفزوا من النوافذ. وقد رأى الأشخاص الواقعون تحت تأثير الهذيان الارتعاشي أن الفئران تزحف من الحوائط، والأسلاك بارزة من أنامل الأصابع.
إلى حد كبير، لم تحظ تلك الظاهرة إلا بقدر قليل من الاهتمام حتى السنوات الأخيرة. ونظرا لأن هذه الظاهرة تختفي مع العمر، فمن المحتمل أن تختفي عند البلوغ؛ فعقل الشخص البالغ على الرغم من قدرته على التعامل مع هذه الظاهرة، فإنه يحيلها إلى فترة الطفولة التي تتسم بالحماس الشديد. ورغم ذلك فالشخص يرى الصور؛ فالصور تقف أمام العينين، وتميز العينان التفاصيل التي يمكن إحصاؤها وتمييزها على أساس اللون.
وحسب كلام ينش، فالصور التخيلية تخضع للقوانين نفسها التي تحكم الأحاسيس والإدراكات، وهي «في حقيقة الأمر، أوضح علامة على نظام الشخصية المعتادة في مرحلة الشباب.» ومن خلال تلك الصور، يمكن للعلم أن يجد تفسيرات معقولة لقصص تحكي عن خروج القديسين من صورهم وسيرهم، وعن مخلوقات غريبة، وعن الغيلان، وعن الشياطين التي ترى بالعين المجردة. ولأن الصور التخيلية أحاسيس حقيقية، فمن الممكن أيضا أن تكون الغيلان والشياطين حقيقية، وبدلا من تلاوة التعاويذ ووصف إجراء اختبارات عقلية، يمكن التعامل مع الشخص الذي اعترف برؤية هذه الأمور على أنه شخص عاقل لديه حدة بصرية تتجاوز الحدة المعتادة؛ فالأشباح قد تسكن العقول بدلا من المنازل أو القلاع القديمة.
معظم الأشخاص يعترفون بوجود فجوة بين الإحساس والخيال، لكن كما يزعم ينش فإن بعض الأشخاص لديهم «خبرات وسيطة» غريبة بين الأحاسيس والصور. هؤلاء الأشخاص يستحضرون الصور رأي العين حقيقة، واستجاباتهم صريحة وعفوية إلى حد كبير. وبالنسبة لهم، قد يتلازم الإحساس والخيال معا، ويرتبطان ارتباطا وثيقا في بعض التجارب المرئية الواقعية واضحة التفاصيل.
إن ظاهرة الصور التخيلية تزخر بالكثير من الطرافة والسحر. ورغم ذلك، فعند تناولها من ناحية عملية على نحو أكبر، نرى أنها قد تخدم أغراضا مفيدة. وعن هذا كتب ينش يقول: «لقد أظهر بالفعل الباحثون في مجال الصور التخيلية أن أكثر ما يشبه عقل الطفل ليس التركيبة الذهنية لعالم المنطق، بل التركيبة الذهنية للفنان.» وفي أثناء العملية التعليمية قد يؤدي فرض وجهة نظر وعقلية وأسلوب الشخص البالغ على الطفل إلى كبت الشخصية التخيلية؛ ومن ثم قد يحول هذا بينه وبين التعبير الإبداعي والطبيعي؛ «فعلى سبيل المثال، يمكن للطفل المتخيل، دون بذل مجهود كبير، أن يستحضر في ذهنه رموزا من الأبجدية الفينيقية أو من الكلمات العبرية ... إلخ، أو يمكن لشخص يتمتع بقدرة قوية على استحضار الصور في خياله أن ينظر إلى عدد من الكلمات المطبوعة للحظة، ثم يذهب إلى غرفة مظلمة ويسترجع النص مصورا في خياله. ومن الممكن تصوير حركات العين التي تحدث أثناء قراءة النص بالخيال المصور.» (4) عقاقير الهلوسة
خلال ستينيات القرن العشرين، تأسست ثقافة مخدرات واسعة الانتشار على أساس بسيط هو قطرة من عقار ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (إل إس دي) على قطعة من السكر. وفي كل أنحاء البلاد، بدأ على نحو مفاجئ عدد لا يحصى من الأشخاص، معظمهم من الشباب، في ابتلاع قطع السكر والتحليق في رحلات سماوية. وكان من أبرز سمات تلك الرحلات تفجر لون ساطع ومتدفق ووامض لم يشاهد مثله على الأرض قط. ونتيجة لذلك، توصلوا لاكتشاف مذهل يتمثل في وجود عالم رائع من الألوان يوجد داخل النفس البشرية، وهذا العالم يوجد مدفونا كما لو كان داخل برميل ذهبي تفتحه قطرة من عقار إل إس دي فيندفع السحر خارجا منه. لقد أصبحت عملية الرؤية معكوسة؛ لقد أصبحت تأتي من الداخل إلى الخارج، وليس من الخارج إلى الداخل.
كيف فسر العلم ذلك؟ بينما استلقى آلاف من الشباب على الأرض الجرداء أو المفروشة بالبسط وحلقوا في رحلات العقار - رحلات سيئة أو رحلات ممتازة - سعى العاملون في مجال الطب سعيا حثيثا إلى التوصل لتطبيقات لهذا العقار العجيب؛ فقد كان من الممكن استخدامه في علاج بعض الأمراض العقلية، وكان من الممكن استخدامه لخلق حالات نشوة لدى المرضى على فراش الموت؛ فهذا العقار بإمكانه أن يزيح عنهم الخوف من الموت. لقد كان يسبب الهلوسة في واقع الأمر. لقد كان عقارا رخيصا وقويا على نحو مدهش؛ فزجاجة قطارة مليئة بعقار إل إس دي كانت كافية للتحليق في 5 آلاف رحلة.
Неизвестная страница