ثويبة، وهي إلى أبي لهَبْ «١» ... أعتَقها، وإنهُ حينَ انقَلبْ
هُلْكًا، رُئي نومًا بشرِّ حِيبهْ ... لكنْ سُقِي بعتقِهِ ثُويبهْ «٢»
وبعدَها حَليمةُ السَّعدِيهْ ... فَظفِرتْ بالدُّرةِ السَّنِيَّهْ
نَالتْ بهِ خيرًا وأيَّ خَيرِ ... مِنْ سَعةٍ ورَغَدٍ وَمَيْرِ «٣»
أقامَ في سَعدِ بنِ بكرٍ عندَها ... أربعةَ الأعوامِ تَجْني سَعْدَها
وحينَ شَقَّ صدرَهُ جبريلُ ... خَافتْ عليهِ حَدَثًا يَؤولُ «٤»
ردَّتْهُ سَالمًا إلى آمنة ... وخرجت به إلى المدينة
_________
أحد. والمعروف أن ثويبة أرضعت حمزة، ثم أبا سفيان ابن عمه الحارث ثم رسول الله ﷺ، ثم أبا سلمة، ولا يلزم أن يكون الرضاع في وقت واحد، بل كان في أزمنة مختلفة، لذلك قيل: كان حمزة أسنّ من رسول الله ص بأربع سنين، وفي المسألة خلاف لا يهمّ. وانظر «السيرة الحلبية» (١/ ٨٥) .
(١) قوله: (وهي إلى أبي لهب) أي: منسوبة؛ إذ كانت رقيقة لأبي لهب وأعتقها. وخبر عتق ثويبة أخرجه البخاري مرسلا، وقد تكلمنا عنه بتوسّع في رسالتنا الموجزة عن المولد النبوي الشريف: «حول الاحتفال» .
(٢) في هامش (ب): (الذي رآه هو العباس أخوه، رآه في النوم) . وحيبة- بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة-: حالة، قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (٩/ ١٤٥): (٥١٠١) وانظر تعليق الحافظ ابن حجر على هذه المسألة ففيها فوائد مهمة، والله أعلم.
(٣) الميرة: الطعام الذي يدخره الإنسان.
(٤) هذا هو الشق الأول لصدره الشريق، والثابت: أن الشق كان أربع مرات: فالأولى: كان في بني سعد، وهو هذا، وأما المرّة الثانية: فقد شق صدره الشريف ص وهو ابن عشر سنين، وأما المرّة الثالثة: فقد شق صدره الشريف عند مجيء جبريل ﵇ بالوحي حين نبّىء، وأما المرّة الرابعة: فهي ليلة الإسراء كما ورد في «الصحيحين» . وانظر «تاريخ الحوادث» (١٢- ١٣) .
1 / 36