354

وكذلك نصوص أكثر الآيات الأخرى المزعومة تأبى عليهم أنها نسخت ، وحتى تلك التي لا يأبى نصها نسخ تلاوتها ، لم يرد نص بنسخها ، فيكون قولهم بالنسخ قولا بغير علم ولا دليل !

وقد عدد ابن الجوزي في مقدمة كتابه نواسخ القرآن أقسام النسخ ، وحاول تطبيق نسخ التلاوة على مقولات أئمتهم ! قال في ص33 :

فالقسم الأول: ما نسخ رسمه وحكمه . وروى له مثلا عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن رهطا من أصحاب النبي(ص)أخبروه أنه قام رجل منهم من جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها ، فلم يقدر منها على شئ إلا بسم الله الرحمن الرحيم ! فأتى باب النبي (ص)حين أصبح يسأل النبي(ص) عن ذلك ، وجاء آخر وآخر حتى اجتمعوا فسأل بعضهم بعضا: ما جمعهم ؟ فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة ، ثم أذن لهم النبي(ص)فأخبروه خبرهم ، وسألوه عن السورة ؟ فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا ، ثم قال: نسخت البارحة فنسخت من صدورهم ، ومن كل شئ كانت فيه !!

وروى مثلا آخر عن أبي موسى الأشعري قال: (نزلت سورة مثل براءة ثم رفعت ! فحفظ منها: إن الله يؤيد الدين بأقوام لاخلاق لهم ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب ...

وروى عن مجاهد قال: إن الأحزاب كانت مثل البقرة أو أطول !

وعن أبي بن كعب أنه قال: (والذي أحلف به لقد نزلت على محمد(ص) وإنها لتعادل البقرة أو تزيد عليها ).

وعن ابن مسعود أنه قال: (أنزلت على رسول الله(ص)آية فكتبتها في مصحفي فأصبحت ليلة فإذ الورقة بيضاء ! فأخبرت رسول الله (ص) فقال: أما علمت أن تلك رفعت البارحة ). انتهى.

ولايمكننا تصديق هذه الروايات ، فإنها في أحسن حالاتها أخبار آحاد لاتنهض لإثبات أمر كبير ، لو كان لبان ، ولرواه غير هؤلاء !!

- -

ثم قال ابن الجوزي : القسم الثاني ما نسخ رسمه وبقي حكمه:

Страница 356