هنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة وجميلة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا.»
الليلة الحادية عشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا المزيد من هذه القصص الممتعة.» وأضاف الملك: «أخبرينا بما حدث للدراويش.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
بلغني - أيها الملك - أن الدراويش الثلاثة طلبوا آلات موسيقية، وأن حارسة الباب أحضرت لهم دفا ونايا وقيثارا. فنهض الدراويش وأخذوا الآلات، وضبطوها، وبدءوا العزف والغناء والسيدات يغنين من حولهم حتى صار صوتهم مرتفعا للغاية. وفي آخر الأمر، سمعوا طرقا عنيفا على الباب، فذهبت حارسة الباب لتعرف ما الأمر.
تصادف في ذلك الوقت وصول الخليفة، حاكم الناس، ووزيره جعفر إلى المدينة. وعند مرورهما بالباب، سمعا أصوات الموسيقى والضحك.
قال الخليفة: «جعفر، أود الدخول إلى هذا المنزل وزيارة من بداخله.» فرد جعفر: «يا أمير المؤمنين، هؤلاء الناس لا يعرفون من نحن، وأخشى ألا يرحبون بنا.» قال الخليفة: «لا تجادل، سأدخل المنزل.» فطرق جعفر الباب، وعندما فتحت المرأة الباب، تقدم الوزير، وقبل الأرض أمامها وهو يقول: «سيدتي، نحن تاجران فقيران مررنا ببابكم، فسمعنا أصوات الموسيقى والضجيج، ونرجو السماح لنا بالدخول ومنحنا مأوى نبيت فيه الليلة.»
أشفقت عليهما المرأة، وسمحت لهما بالدخول. وعندما دخل الرجلان الردهة، نهض الجميع - الشقيقتان والدراويش والحمال - لتحيتهما، ثم جلسوا جميعا. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة وممتعة!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا إن بقيت على قيد الحياة.»
الليلة الثانية عشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء، اروي لنا حكاية أخرى رائعة.» وأضاف الملك: «لتكن بقية قصة الشقيقات الثلاث.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
Неизвестная страница