Альбер Камю: Попытка исследования его философской мысли

Абдель-Гаффар Маккави d. 1434 AH
61

Альбер Камю: Попытка исследования его философской мысли

ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي

Жанры

167 «هذا التناقض الذي يشير إليه كامي هو المحال، ولكن المحال باعتباره تناقضا ليس على التحقيق تناقضا منطقيا، بل هو تناقض «معاش ممزق القلب».

168

إن من أهم الأمور هنا أن يحيا الإنسان مع متناقضاته،

169

أو قل أن يحياها بكل ما فيها من عمق وعذاب، وأن يعي مصيره المحال كما وعاه سيزيف.

وإذا كان المحال، كما قدمنا، ينشأ عن صدام بين مطلب عقلي من جانب الوعي أو الوجدان، وبين اللامعقول السائد في العالم، فإن المحال أبعد الأشياء عن أن يكون هو قانون العقل، بل الأولى أن يقال إنه هو فضيحته. وليس المحال هو ما لا يتفق مع العقل والمنطق، بقدر ما هو ما يستعصي على الفهم والتفسير. والحق أنه ليس من شيء يستعصي على التفسير ولا من شيء أشد غموضا وغرابة من وجود كائن يطالب بالنظام والوحدة والوضوح في عالم خلا من النظام والوحدة والوضوح. وإذا كان كامي يتحدث عن الإنسان المحال أو العقل المحال فليس معنى هذا أن الإنسان أو العقل يفكر تفكيرا فاسدا، بل معناه على العكس من ذلك أن الإنسان أو العقل قد «عرف» المحال، وأنه قد استيقظ اليقظة التي لا يغفو بعدها وجدانه.

حقا إن فلسفة كامي تبدأ، كما قلنا، من السلب أو النفي، ولكننا نخطئ إذا اعتبرنا أن هذه السلبية مطلقة أو رأينا أن هذا النفي نهائي؛ ذلك أن المغالاة في تأكيد الجانب الدرامي من مأساة المحال يعرضنا لخطر نسيان الجانب المشمس من تفكير كامي. إن علينا ألا ننسى أبدا أن المحال إن كان ظلاما فالوعي الذي يواجهه نور باهر.

لقد رأينا كيف كان جانبا الظل والنور، والسلب والإيجاب، واللا والنعم، حاضرين دائما في تفكير كامي، وعرفنا الأمثلة على ذلك من كتابه الأول «الظهر والوجه»

170

قبل التوسع في معالجة المشكلة معالجة تصورية شاملة. هنالك كان من العسير عليه أن يفصل حبه للنور والحياة عن يأسه أمام تجربة الموت. وهنالك كانت الشجاعة الحقة في «ألا يقفل الإنسان عينيه أمام النور ولا أمام الموت.»

Неизвестная страница