Альбер Камю: Попытка исследования его философской мысли
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Жанры
هذا «الشيء» الذي يحتفظ بمعناه هو الإنسان، هو الصداقة، والسعادة، والشوق إلى العدل، وهي التي يدافع عنها جميعا في أربع رسائل من كتابه إلى صديقه الألماني. غير أن هذا المعنى ليس معنى عاليا ولا متعاليا. إنه ليس خارج الزمان ولا خارج العالم: «ما زلت أعتقد بأن هذا العالم لا ينطوي على معنى يعلو عليه. بيد أنني أعلم أن هناك شيئا فيه له معنى، وذلك هو الإنسان؛ لأنه هو الكائن الوحيد الذي يشتاق إلى المعنى ويسعى إليه.»
163
لقد بدا ذات حين كأن النتيجة المنطقية المترتبة على المحال وانعدام المعنى في هذا العالم هي الإقدام على الانتحار، ولكن «أسطورة سيزيف» قد بينت لنا أن هذا المنطق ظاهري فحسب. إن خطأه يكمن في الاعتقاد بأن تجريد الحياة من المعنى يمكن أن يتساوى مع الحكم بأنها لا تستحق أن تعاش. بيد أن تجربة المحال قد علمتنا
164
عكس ذلك تماما، وأنه ليس ثمة علاقة ضرورية تربط بين الحكمين، بل إن الحياة تكون أولى ما تكون بالمعيشة بقدر ما تخلو من المعنى. والمصائر التراجيدية الثلاثة التي تواجهنا في شخص الصديق الألماني وكاليجولا ومارتا هي أوضح مثال على ذلك. لقد اعتقدوا جميعا في اللامعنى المطلق أو المحالية المطلقة للوجود وساروا مع منطقهم هذا إلى آخر نتائجه، فانتهوا إلى الانتحار على نحو أو آخر. إنهم بعبارة أخرى قد خانوا تجربة المحال التي تدعوهم إلى التشبث بالحياة على الرغم من خلوها من كل معنى.
أن المحالية المطلقة تناقض نفسها بنفسها. (ب) المحال يحتوي على النعم واللا في وقت واحد
الحق أن نقطة البداية في فلسفة كامي هي السلب أو النفي
165
أو هي التناقض على وجه التحديد:
166 «... إن الاكتشاف الأول الذي يتوصل إليه التفكير الذي يتأمل في ذاته هو التناقض.»
Неизвестная страница