القول الفصل في حكم تارك الصلاة عمدا حتى يخرج وقتها
القول الفصل في حكم تارك الصلاة عمدا حتى يخرج وقتها
Жанры
الدليل الحادي عشر: ما رواه الدارمي بسنده عن [جابر بن] (^١) عبد الله، عن النبي ﷺ قال: "مفتاح الجنة الصلاة" (^٢) وهذا يدل على أن من لم يكن من أهل الصلاة لم تفتح له الجنة، وهي تفتح لكل مسلم فليس تاركها مسلما، ولا تناقض بين هذا وبين الحديث الآخر وهو قوله: "مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله" (^٣). فإن الشهادة أصل المفتاح، والصلاة وبقية الأركان أسنانه التي لا يحصل الفتح إلا بها، إذ دخول الجنة موقوف على المفتاح وأسنانه، وقال البخاري: وقيل لوهب بن منبه أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.
_________
(^١) ما بين المعكوفين ليس في المطبوع
(^٢) ضعيف - أخرجه الترمذي (٤)، وأحمد ٣/ ٣٤٠، والعقيلي في "الضعفاء" ٢/ ١٣٦، والطبراني في "الأوسط" (٤٣٦٤)، وفي "الصغير" (٥٩٦)، والبيهقي في "الشعب" (٢٤٥٥) من طريق حسين بن محمد المروذي، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (١٧٥) من طريق يحيى بن حسان، وابن عدي في "الكامل" ٤/ ٢٤١ من طريق عبد الصمد بن النعمان، ثلاثتُهم عن سليمان بن قرم، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ:
"مفتاح الجنة الصلاة، ومفتاح الصلاة الطهور".
وقال ابن عدي:
"ولا أعلم يرويه، عن أبي يحيى غير سليمان بن قرم".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن أبي يحيى القتات واسمه زاذان إلا سليمان بن قرم تفرد به الحسين".
وأخرجه الطيالسي (١٨٩٩)، ومن طريقه أبو الشيخ في "الطبقات" ٢/ ٢٨٠، وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" ١/ ١٧٦، والبيهقي في "الشعب" (٢٤٥٦)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" ١/ ٣٥٠ - ٣٥١ حدثنا سليمان بن معاذ الضبي، عن أبي يحيى القتات به.
وهذا إسناد ضعيف، أبو يحيى القتات: ليّن الحديث، وسليمان بن قرم هو نفسه سليمان بن معاذ الضبي: وهو سيء الحفظ، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٤/ ١٣٦: "سليمان بن قرم الضبي وهو ابن قرم بن معاذ، روى عن سماك، وأبي إسحاق، والأعمش، وواقد مولى زيد بن خليدة، وسنان أبي حبيب، روى عنه الثوري، وأبو الأحوص، ويحيى بن آدم، وأبو الجواب، وسلمة بن الفضل، وأبو داود الطيالسي، ونسبه أبو داود إلى جده كي لا يفطن له، سمعت أبي يقول ذلك".
ثم نقل تضعيفه عن ابن معين وأبي حاتم وأبي زرعة، ونقل الخطيب في "الموضح" ١/ ٣٥٠ هذا الكلام ثم قال: "قوله إن أبا دود نسبه إلى جده لئلا يفطن له بعيد لأن يعقوب بن إسحاق الحضرمي قد حدث عن سليمان بن معاذ، أفترى يعقوب أيضا قصد ألا يفطن له أنه سليمان بن قرم؟! هذا بعيد في نفسي والله أعلم، وموضع الشبهة في أمر هذين الرجلين أنهما في طبقة واحدة، وأنهما ضبيان، على أن سليمان بن معاذ قد نسب في رواية يعقوب ابن إسحاق الحضرمي عنه إلى بني تيم أو تميم فأما نسبه إلى بني ضبة فقد ذكر عن أبي داود في عدة أحاديث".
وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" ٤/ ٢١٤:
"وممن فرّق بينهما ابن حبان تبعا للبخاري، ثم ابن القطان، وذكر عبد الغني بن سعيد في "إيضاح الإشكال" أن من فرق بينهما فقد أخطأ.
وكذا قال الدارقطني، وأبو القاسم الطبراني.
وقال ابن حبان: كان رافضيا غاليا في الرفض، ويقلب الأخبار مع ذلك.
وقال في "الثقات": سليمان بن معاذ يروي عن سماك، وعنه أبو داود.
وجزم ابن عقدة بأنه سليمان بن قرم، وأن أبا داود الطيالسي أخطأ في قوله سليمان بن معاذ".
(^٣) ضعيف - أخرجه أحمد ٥/ ٢٤٢، والبزار (٢٦٦٠)، والطبراني في "الدعاء" (١٤٧٩)، وابن عدي في "الكامل" ٥/ ٦٠، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (١٨٩)
من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل به.
وهذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل:
الأولى: الانقطاع، قال البزار: "شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ بن جبل".
الثانية: شهر بن حوشب ضعيف.
الثالثة: إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن أهل الحجاز.
وأخرجه المحاملي في "الأمالي" - رواية الفارسي (٣٦١) حدثنا محمد بن خلف المقرئ، قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن محمد بن إسحاق، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن رجل، عن معاذ: أن النبي ﷺ، قال له حين بعثه إلى اليمن:
"إنك ستأتي أهل الكتاب، ويسألونك عن مفتاح أهل الجنة؟ فقل شهادة أن لا إله إلا الله".
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ١/ ٢٥٩ من طريق أبي أمية، حدثنا الحسين بن محمد، أخبرنا جرير بن حازم، عن محمد بن أبي بكر، عن رجل، عن معاذ بن جبل ﵁، عن رسول الله ﷺ، أنه قال له حين بعثه إلى اليمن:
"إنك ستأتي أهل الكتاب فيسألونك عن مفاتيح الجنة فقل: شهادة أن لا إله إلا الله".
ليس فيه ابن إسحاق، وإسناده ضعيف، فيه من أبهم، وأبو أمية هو محمد بن إبراهيم بن مسلم: قال الحاكم: صدوق كثير الوهم.
وقد خالفه محمد بن خلف المقرئ فذكر ابن إسحاق في إسناده، وروايته أولى بالصواب.
وأخرجه ابن شاهين في "فضائل الأعمال" (٧)، والديلمي (٨٤٧٥)، وكما في "الغرائب الملتقطة" - مخطوط: عن جعفر بن أحمد بن محمد المروزي، قال: حدثنا السري بن يحيى، أخبرنا شعيب بن إبراهيم التيمي، أخبرنا سيف بن عمر، حدثنا سهل بن يوسف، عن أبيه، عن عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري - وكان فيمن بعثه رسول الله ﷺ مع عمال اليمن - قال:
"فرق رسول الله ﷺ عماله، وبعث معاذ بن جبل معلما إلى اليمن وحضرموت، وقال: يا معاذ إنك تقدم على أهل الكتاب وإنهم سائلوك عن مفاتيح الجنة فأخبرهم أن مفاتيح الجنة لا إله إلا الله وأنها تخرق كل شيء حتى تنتهي إلى الله ﷿، لا يحجب دونه. فمن جاء بها يوم القيامة مخلصا رجحت بكل ذنب".
وإسناده تالف، سيف بن عمر الضبي: قال ابن حبان: "يروي الموضوعات عن الأثبات. قال: وقالوا: إنه كان يضع الحديث".
وشعيب بن إبراهيم الكوفي: قال ابن عدي: "له أحاديث وأخبار، وهو ليس بذلك المعروف، ومقدار ما يروي من الحديث والأخبار ليست بالكثيرة، وفيه بعض النكرة، لأن في أخباره وأحاديثه ما فيه تحامل على السلف".
وقال الذهبي في "الميزان" ٢/ ٢٧٥: "فيه جهالة".
وسهل ين يوسف وأبوه: مجهولان، قال ابن عبد البر: لا يعرف، ولا أبوه.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٥٨/ ٤١٠ من طريق عبد الله بن محمد البغوي، حدثني السري بن يحيى أبو عبيدة التميمي، حدثنا سهل بن يوسف، عن أبيه عن عبيد بن صخر مطولا.
فسقط منه شعيب بن إبراهيم التيمي، وسيف بن عمر!
وجاء من حديث أنس، ومعقل بن يسار المزني:
أما حديث أنس:
فأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (١٩٠) حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحزار الكوفي، حدثنا أبي، حدثنا أبو عمرو الأودي، حدثنا أبي، عن طعمة بن عمرو، عن أبان، عن أنس، قال: "قال أعرابي: يا رسول الله، ما مفاتيح الجنة؟ قال: لا إله إلا الله".
إسناده ضعيف جدا، أبان بن أبي عياش: فيروز، ويقال: دينار: متروك.
وشيخ أبي نعيم، وأبوه: لم أجدهما، وفي "حلية الأولياء" ٤/ ٣٧٦ أبو عبد الله جعفر بن محمد بن الحسين الخراز الكوفي.
وأما حديث معقل:
فأخرجه الطبراني ٢٠/ (٤٩٧) من طريق داود بن بكر التستري، حدثنا حبان بن أغلب بن تميم، عن أبيه، عن المعلى بن زياد، عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله ﷺ:
"لكل شيء مفتاح، ومفتاح السماوات قول لا إله إلا الله".
وهذا إسناد ضعيف جدا، أغلب بن تميم: قال المعلمي: في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص ٣٠٣): "تالف".
وابنه حَبان بن أغلب السعدي: قال الذهبي في "الميزان" ١/ ٤٤٨: " شيخ لأبي حاتم، وهاه أبو حفص الفلاس.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث".
وداود بن بكر التستري: لم أجد له ترجمة، وعند البزار (١٠٠٨٠) حديث داود بن بكر التستري قال: حدثنا حبان بن أغلب، حدثنا أبي، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ، قال:
"من قال لا إله إلا الله دخل الجنة".
الدليل الثاني عشر: ما رواه محجن بن الأدرع الأسلمي: "أنه كان في مجلس مع النبي ﷺ، فأُذّن بالصلاة فقام النبي ﷺ ثم رجع، ومحجن في مجلسه، فقال له: ما منعك أن تصلي ألست برجل مسلم؟ قال: بلى ولكني صليت في أهلي، فقال له: إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت" (^١) رواه الإمام أحمد، والنسائي. فجعل الفارق بين المسلم والكافر الصلاة، وأنت تجد تحت ألفاظ الحديث أنك لو كنت مسلما لصليت، وهذا كما تقول: مالك لا تتكلم ألست بناطق؟ وما لك لا تتحرك ألست بحي؟ ولو كان الإسلام يثبت مع عدم الصلاة لما قال لمن رآه لا يصلي ألست برجل مسلم؟ _________
(^١) حديث حسن - أخرجه النسائي (٨٥٧)، وفي "الكبرى" (٩٣٢)، وأحمد ٤/ ٣٤، والشافعي ١/ ١٠٢، وفي "السنن المأثورة" (٦)، والبخاري في "التاريخ الكبير" ٨/ ٤،
وابن وهب في "الموطأ" (٤٤٠)، وفي "الجامع" (٤٤٤)، ومن طريقه الدارقطني ٢/ ٢٨٣، وابن حبان (٢٤٠٥)، والطحاوي في "شرح المعاني" ١/ ٣٦٣، والطبراني ٢٠/ (٦٩٧)، والحاكم ١/ ٢٤٤، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٦٢٠٣)، والبيهقي ٢/ ٣٠٠، وفي "المعرفة" (٤٣٠٧)، والبغوي في "شرح السنة" (٨٥٦)، وابن الأثير في "أسد الغابة" ٤/ ٢٩٤ - ٢٩٥، والمزي في "تهذيب الكمال" ٢٧/ ٢٧٠ عن مالك (وهو في "الموطأ" ١/ ١٣٢)، وأحمد ٤/ ٣٤، والطبراني (٦٩٩) عن عبد الرزاق (وهو في "المصنف"
(٣٩٣٣» عن معمر، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٩٥٨)، وابن قانع في "معجم الصحابة" ٢/ ٦٨، والدارقطني ٢/ ٢٨٣، والحاكم ١/ ٢٤٤ من طريق عبد العزيز بن محمد، والطحاوي في "شرح المعاني" ١/ ٣٦٢، وابن قانع في "معجم الصحابة" ٣/ ٦٨
من طريق ابن جريج، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص ٢٤٣) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، خمستهم عن زيد بن أسلم، عن بسر بن محجن، عن أبيه به.
ووقع الشك في رواية الطحاوي (وحده) في "شرح المعاني" ١/ ٣٦٣ من طريق مالك (عن بسر بن محجن، عن أبيه، أو عن عمه).
وأخرجه أحمد ٤/ ٣٤ حدثنا عبد الرحمن، وأحمد ٤/ ٣٤، والبخاري في "التاريخ الكبير" ٨/ ٤، والطحاوي في "شرح المعاني" ١/ ٣٦٣، والطبراني ٢٠/ (٦٩٦) عن أبي نعيم الفضل ابن دكين، والطحاوي في "شرح المعاني" ١/ ٣٦٣ من طريق الفريابي، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص ٢٤٤) من طريق أبي داود الحفري، أربعتهم عن سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن بسر بن محجن الديلي، عن أبيه.
وأخرجه أحمد ٤/ ٣٣٨، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (١٢٣٢) حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، - قال سفيان، مرة: عن بسر، أو بشر بن محجن، ثم كان يقول بعد عن ابن محجن الديلي، عن أبيه به.
وأخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص ٢٤٤) من طريق وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن بسر بن محجن، عن أبيه به.
وزاد أحمد "واجعلها نافلة".
وقال الإمام أحمد:
"ولم يقل أبو نعيم، ولا عبد الرحمن: واجعلها نافلة".
وقال الطبراني:
"كذا رواه سفيان، عن زيد بن أسلم، عن بشر بن محجن، ووهم فيه إنما هو بسر بن محجن، هكذا رواه مالك، وأصحاب زيد بن أسلم".
وقال البخاري:
"قال أبو نعيم وهم سفيان وإنما هو بسر".
وقال البيهقي:
"قال البخاري: حدثنا أبو نعيم قال: قال سفيان: قال بشر: قال أبو نعيم: بلغني أنه رجع عنه".
وأخرجه عبد الرزاق (٣٩٣٢) عن ابن جريج، عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن ابن محجن الدئلي، عن أبيه، قال: "صليت الظهر والعصر في بيتي، ثم جئت … الحديث".
وعند الطبراني ٢٠/ (٦٩٨) عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، وداود بن قيس، عن زيد بن أسلم به.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" ٣/ ٦٨ من طريق يحيى بن عبد الله، حدثنا داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن بشر بن محجن، عن أبيه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" ١/ ٣٦٣، والطبراني (٧٠٠) من طريق سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح، ومالك بن أنس الحكم في حديث المدنيين، وقد احتج به في الموطأ".
فتعقبه الذهبي بقوله "محجن تفرد عنه ابنه".
وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" ٥/ ٢٢:
"بسر لا يعرف بغير رواية زيد بن أسلم عنه، ولا تعرف حاله".
قلت: وتفرّد ابن حبان ٤/ ٧٩ بتوثيقه، ومن هذا يعرف ما في قول الحافظ أنه صدوق!
تنبيه: سقط من مطبوع "معرفة الصحابة" صحابيّ الحديث!
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٩٦٨) حدثنا محمد بن منصور بن إسحاق، حدثنا الليث بن سعد، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي قتادة، عن ابن الدئلي ﵁، قال:
"جئت إلى رسول الله ﷺ وهو يصلي فلم أصل معه، فلما فرغ قال: ما منعك أن تصلي معنا؟ قلت: قد صليت في بيتي، قال: وإن صليت في بيتك فصل معنا".
أبو قتادة تحريف، وصوابه قتادة كما يأتي، ولم أجد محمد بن منصور بن إسحاق، ولا يوجد لابن أبي عاصم شيخ بهذا الاسم سوى محمد بن منصور الطوسي فأخشى أن يكون في السند سقط فيكون ابن اسحاق هو السيلحيني فقد أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٨١٣) حدثنا الحسن بن البزار، حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا الليث بن سعد، عن عمران بن أبي أنس، عن قتادة، عن ابن أبي الديل، ﵁ قال: فذكره.
وهذا إسناد منقطع، قال الإمام أحمد: "ما أعلم قتادة سمع من أحد من أصحاب النبي ﷺ إلا من أنس بن مالك".
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" ١/ ٨٦ من طريق ابن حميد، حدثنا سلمة، عن محمد ابن إسحاق، عن عمران بن أبي أنس، عن حنظلة بن علي، عن بشر بن محجن،
قال: "صليت الظهر في منزلي ثم خرجت بإبل لأصدرها فمررت برسول الله ﷺ وهو يصلي بالناس الظهر في مسجده، فلم أصل وذكرت ذلك له، فقال: ما منعك أن تصلي معنا؟ قلت: كنت قد صليت في منزلي قال: وإن".
وهذا إسناد ضعيف، ابن حميد: قال الذهبي: وثقه جماعة والأولى تركه.
وسلمة إن كان هو ابن الفضل الأبرش فإنه ضعيف.
وهذا الحديث إنما يرويه بسر بن محجن عن أبيه كما تقدّم.
ويشهد له حديث يزيد بن الأسود الخزاعي:
أخرجه أبو داود (٦١٤) - مختصرا، والنسائي (١٣٣٤)، وفي "الكبرى" (١٢٥٨) - مختصرا، وأحمد ٤/ ١٦١، وعبد الرزاق (٣٩٣٤)، وابن خزيمة (١٦٣٨)، وأبو بكر النجاد في "حديثه" - مخطوط، والدارقطني ٢/ ٢٨١ و٢٨٢، والحاكم ١/ ٢٤٤ - ٢٤٥، والبيهقي ٢/ ٢٣٠ و٣٠١، وفي "السنن الصغير" (٥٥١) عن سفيان الثوري، وأحمد ٤/ ١٦١، وعبد الرزاق (٣٩٣٤)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٥/ ٥١٧، وابن خزيمة (١٦٣٨)، وأبو بكر النجاد في "حديثه" - مخطوط، والطبراني ٢٢/ (٦٠٨) و(٦٠٩)، والدارقطني ٢/ ٢٨٠ عن هشام بن حسان، وأبو داود (٥٧٥) و(٥٧٦)، وأحمد ٤/ ١٦١، والطيالسي (١٣٤٣)، والدارمي (١٣٦٧)، وابن خزيمة (١٦٣٨)، والطحاوي في "شرح المعاني" ١/ ٣٦٣، وأبو بكر النجاد في "حديثه" - مخطوط، وابن قانع في "معجم الصحابة" ٣/ ٢٢١ و٢٢٢، ٥/ ٢٧٧٥، وابن حبان (١٥٦٤)، والطبراني ٢٢/ (٦١٠) و(٦١١) و(٦١٨)، وفي "الأوسط" (٨٦٥٠)، والغطريفي في "حديثه" (٨٧)، والدارقطني ٢/ ٢٨٠، والبيهقي ٢/ ٣٠٠، وفي "دلائل النبوة" ١/ ٢٥٨ عن شعبة، وأحمد ٤/ ١٦١، وابن خزيمة (١٦٣٨)، وأبو بكر النجاد في "حديثه" - مخطوط، والطبراني ٢٢/ (٦١٥)، والدارقطني ٢/ ٢٨٠ من طريق شريك، والترمذي (٢١٩)، والنسائي (٨٥٨)، وفي "الكبرى" (٩٣٣)، وأحمد ٤/ ١٦٠ - ١٦١، ولوين في "حديثه" (١٠٢)، وابن أبي شيبة ٢/ ٢٧٤ - ٢٧٥ و١٤/ ١٨٦، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٤٦٢)، وابن خزيمة (١٢٧٩) و(١٦٣٨) و(١٧١٣)، وابن حبان (١٥٦٥) و(٢٣٩٥)، والطبراني ٢٢/ (٦١٤)، والدارقطني ٢/ ٢٨٠، والبيهقي ٢/ ٣٠١، وفي "المعرفة" (٤٣١١) عن هشيم، والطبراني ٢٢/ (٦١٦) و(٦١٩)، وفي "الأوسط" (٤٣٩٨)، وفي "الصغير" (٦٠٣)، وفي "مسند الشاميين" (٢٤٨٣)، والدارقطني ٢/ ٢٨٢ من طريق غيلان بن جامع، وأبو بكر النجاد في "حديثه"، والطبراني ٢٢/ (٦١٢) من طريق حماد بن سلمة، وابن المنذر في "الأوسط" (١١١٦)، والطبراني ٢٢/ (٦١٤)، والدارقطني ٢/ ٢٨٢ من طريق مبارك بن فضالة، وأبو بكر النجاد في "حديثه" - مخطوط: من طريق سعيد بن زيد، تسعتهم عن يعلى بن عطاء،
عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه، قال:
"شهدت مع النبي ﷺ حجته، فصليت معه صلاة الفجر في مسجد الخيف، قال: فلما قضى صلاته وانحرف، فإذا هو برجلين في أخريات القوم، لم يصليا معه، قال: علي بهما. فأتي بهما ترعد فرائصهما قال: ما منعكما أن تصليا معنا؟ قالا: يا رسول الله، كنا قد صلينا في رحالنا قال: فلا تفعلا إذا صليتما في رحالكما، ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنهما لكما نافلة".
وفي لفظ "صلينا مع النبي ﷺ الفجر بمنى فجاء رجلان حتى وقفا على رواحلهما، فأمر بهما النبي ﷺ فجيء بهما ترعد فرائصهما، فقال لهما: ما منعكما أن تصليا مع الناس؟ ألستما مسلمين؟ قالا: بلى يا رسول الله، إنا كنا صلينا في رحالنا، فقال لهما: إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما الإمام فصليا معه فإنهما لكما نافلة".
وزاد بعضهم "فقال أحدهما: يا رسول الله استغفر لي، فقال: غفر الله لك".
وفي رواية أبي عاصم، عن سفيان "وليجعل التي صلى في بيته نافلة".
قال الدارقطني:
"خالفه أصحاب الثوري، ومعه أصحاب يعلى بن عطاء منهم، شعبة، وهشام بن حسان، وشريك، وغيلان بن جامع، وأبو خالد الدالاني، ومبارك بن فضالة، وأبو عوانة، وهشيم، وغيرهم، رووه عن يعلى بن عطاء، مثل قول وكيع، وابن مهدي. ورواه حجاج بن أرطأة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ نحوه، وقال: فتكون لكما نافلة والتي في رحالكما فريضة".
وأخرجه أحمد ٤/ ١٦١، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٤٦٣)، وابن قانع في "معجم الصحابة" ٣/ ٢٢٢ - مختصرا، والطبراني ٢٢/ (٦١٣)، والدارقطني ٢/ ٢٨٢ من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، عن يعلى به مطولا.
وأخرجه الدارقطني ٢/ ٢٨٢ من طريق بقية: حدثني إبراهيم بن ذي حماية، حدثني عبد الملك ابن عمير، عن جابر بن يزيد، عن أبيه، عن النبي ﷺ نحو حديث شعبة.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
قال الحافظ في "تلخيص الحبير" ٢/ ٦٢:
"قال الشافعي في القديم: إسناده مجهول. قال البيهقي: لأن يزيد بن الأسود ليس له راو غير ابنه، ولا لابنه جابر راو غير يعلى.
قلت: يعلى من رجال مسلم، وجابر وثقه النسائي وغيره، وقد وجدنا لجابر بن يزيد راويا غير يعلى، أخرجه ابن منده في "المعرفة" من طريق بقية، عن إبراهيم بن ذي حماية،
عن عبد الملك بن عمير، عن جابر".
فصل قال محمد تقي الدين: إن بعض علماء أهل السنة تأوّلوا ما جاء في الأحاديث من كفر تارك الصلاة بأنه من باب كفر دون كفر، كقول النبي ﷺ، "من أتى امرأة في دبرها فقد كفر"، فهذا الكفر لا يخرجه من الملة عند أهل السنة، لكن ماذا يصنع هؤلاء بقول النبي ﷺ "فقد برئت منه ذمة الله" (^١)، وبقوله ﵊ "فقد خرج من الملة" (^٢)، وسيأتي إجماع الصحابة. _________
(^١) حسن - وقد تقدم، انظر الحاشية (٢٣).
(^٢) ضعيف - تقدّم الكلام عليه انظر الحاشية رقم (٢٢).
الدليل الثاني عشر: ما رواه محجن بن الأدرع الأسلمي: "أنه كان في مجلس مع النبي ﷺ، فأُذّن بالصلاة فقام النبي ﷺ ثم رجع، ومحجن في مجلسه، فقال له: ما منعك أن تصلي ألست برجل مسلم؟ قال: بلى ولكني صليت في أهلي، فقال له: إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت" (^١) رواه الإمام أحمد، والنسائي. فجعل الفارق بين المسلم والكافر الصلاة، وأنت تجد تحت ألفاظ الحديث أنك لو كنت مسلما لصليت، وهذا كما تقول: مالك لا تتكلم ألست بناطق؟ وما لك لا تتحرك ألست بحي؟ ولو كان الإسلام يثبت مع عدم الصلاة لما قال لمن رآه لا يصلي ألست برجل مسلم؟ _________
فصل قال محمد تقي الدين: إن بعض علماء أهل السنة تأوّلوا ما جاء في الأحاديث من كفر تارك الصلاة بأنه من باب كفر دون كفر، كقول النبي ﷺ، "من أتى امرأة في دبرها فقد كفر"، فهذا الكفر لا يخرجه من الملة عند أهل السنة، لكن ماذا يصنع هؤلاء بقول النبي ﷺ "فقد برئت منه ذمة الله" (^١)، وبقوله ﵊ "فقد خرج من الملة" (^٢)، وسيأتي إجماع الصحابة. _________
1 / 15