52

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Исследователь

خالد بن عثمان السبت

Издатель

دار عطاءات العلم (الرياض)

Номер издания

الخامسة

Год публикации

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Место издания

دار ابن حزم (بيروت)

Жанры

والعالَم: اسمُ جنسٍ يُعرَبُ إعرابَ الجمعِ المذكرِ السالمِ. وقوله هنا: ﴿فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ أي: على عالَمِ زمانكم الذي أَنْتُمْ فيه. فلا يُنَافِي أن هذه الأمةَ التي هي أمةُ محمدٍ ﷺ أفضلُ منهم (^١)، كما نَصَّ اللَّهُ على ذلك في قولِه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: آية ١١٠] وفي حديثِ معاويةَ بنِ حَيْدَةَ القشيريِّ ﵁ عن النبي ﷺ: «أَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ» (^٢). ومن الآياتِ الْمُبَيِّنَةِ لفضلِ أمةِ محمدٍ ﷺ على أمةِ موسى أنه قَالَ في أمةِ موسى: ﴿مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: آية ٦٦] فَجَعَلَ أعلى مَرَاتِبِهَمُ الفئةَ المقتصدةَ، بخلافِ أمةِ محمدٍ ﷺ فَقَسَّمَهُمْ إلى ثلاثِ طوائفَ، وجعلَ فيهم طائفةً أكملَ من الطائفةِ المقتصدةِ، وذلك في قولِه في فاطر: ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ [فاطر: آية ٣٢] فجعل فيهم سابقًا بالخيراتِ، وهو أَعْلَى من المقتصدِ، وَوَعَدَ الجميعَ بِظَالِمِهِمْ ومقتصدهم وسابِقهم بجناتِ عدنٍ في قوله: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ

(^١) انظر: ابن جرير (١/ ١٥١ - ١٥٢)، (٢/ ٢٤)، المحرر الوجيز (١/ ٢٠٨)، القرطبي (١/ ٣٧٦)، دفع إيهام الاضطراب ص٢١. (^٢) أخرجه أحمد (٥/ ٣، ٥)، والدارمي في السنن، حديث رقم (٢٧٦٣) (٢/ ٢٢١)، والترمذي، كتاب التفسير باب: ومن سورة آل عمران، حديث رقم: (٣٠٠١) (٥/ ٢٢٦)، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب: صفة أمة محمد ﷺ، حديث رقم: (٤٢٨٧، ٤٢٨٨) (٢/ ١٤٣٣)، والحاكم (٤/ ٨٤)، وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني، انظر: المشكاة حديث رقم: (٦٢٨٥)، (٣/ ٧٧١)، صحيح الترمذي رقم: (٢٣٩٩)، (٣/ ٣٢)، صحيح ابن ماجه رقم: (٣٤٦٠، ٣٤٦١)، (٢/ ٤٢٦).

1 / 56