147

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Исследователь

خالد بن عثمان السبت

Издатель

دار عطاءات العلم (الرياض)

Номер издания

الخامسة

Год публикации

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Место издания

دار ابن حزم (بيروت)

Жанры

والآيةُ تُطْلَقُ في لغةِ العربِ إطلاقين (^١): تطلقُ الآيةُ بمعنى: (العلامةِ).
وهذا إطلاقُها المشهورُ. ومنه قولُ نابغةِ ذبيانَ (^٢):
تَوَهَّمْتُ آيَاتٍ لَهَا فَعَرَفْتُهَا لِسِتَّةِ أَعْوَامٍ وَذَا الْعَامُ سَابِعُ
ثم صَرَّحَ بأن مُرادَه بالآياتِ علاماتُ الدارِ في قولِه:
رَمَادٌ كَكُحْلِ الْعَيْنِ لَأْيًا أُبِينُهُ وَنُؤْيٌ كَجَذْمِ الْحَوْضِ أَثْلَمُ خَاشِعُ
ومن هذا المعنى قولُه: ﴿إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ﴾ أي: علامةُ مُلْكِهِ ﴿أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ﴾ الآيةَ ... [البقرة: الآية ٢٤٨].
وتطلق الآيةُ على: (الجماعةِ)، تقول العربُ: جاء القومُ بآيتِهم، أي: بجماعتِهم، ومنه قولُ بُرج بن مُسهر (^٣):
خَرَجْنَا مِنَ النَّقْبَيْنِ لَا حَيَّ مِثْلُنَا بِآيَتِنَا نُزْجِي اللِّقَاحَ الْمَطَافِلَا
أي: بِجَمَاعَتِنَا.
والآيةُ تُطْلَق في القرآنِ إطلاقين: آيةٌ كونيةٌ قدريةٌ، كقولِه: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُولِي الألْبَابِ﴾ [آل عمران: الآية ١٩٠] وهذه الآيةُ الكونيةُ القدريةُ من (الآية) بمعنى (العلامةِ) باتفاقٍ، أي: لَعَلَامَاتٍ على كمالِ قدرةِ مَنْ وَضَعَهَا، وأنه الربُّ وحدَه، المعبودُ وحدَه.

(^١) انظر: المقاييس في اللغة، كتاب الهمزة، باب: الهمزة والياء وما يثلثهما في الثلاثي، (مادة: أيي) (١/ ١٠٢)، القاموس (مادة: أيي) (١٦٢٨)، الأضواء (٤/ ٣٨ - ٣٩).
(^٢) مضى عند تفسير الآية (٤٦) من هذه السورة.
(^٣) القرطبي (١/ ٦٦)، اللسان (مادة: أيا) (١/ ١٤٠).

1 / 151