الباحث عن الجمال الفني في مختصر رائعة من روائع الأدباء المشهورين كالباحث عن الجمال الإنساني في الهيكل العظمي.
يسعد الإنسان بتخيلاته. فلولا خيال المشترعين لم تكن نار يخافها ابن آدم، ولا جنة يحلم أن يسعد بها، فيعمل الخير ويحيد عن الشر كما أوصي.
العلم يقتل التعزية والرجاء، فحين كان يظن الإنسان أن عمر الكون بضعة آلاف من السنين كان أسعد، ولكنه إذا صدق الرأي العلمي الحديث الذي يجعل عمر الكائنات مئات الملايين من السنين ، يرى أنه أقل من شعرة من قطر برج ممرد. فأين عظمة الإنسان إذن؟
إنها ولا شك في دماغه الذي جعله يخلق كل هذه المزاعم.
الأساطير أحلام لذيذة يعيش عليها الإنسان وينعم بها وهو يردد مع الشاعر:
متى إن تكن حقا فتلك هي المنى
وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
إن محاولة اكتشاف أسرار الفضاء ستزيدنا شقاء وعماوة قلب؛ لأن السماء فاضية.
ترى ماذا يحل بالموسيقى الرخيمة لو زادت قوة سمعنا أضعافا؟ قد أوحت إلي السماعة هذه الفكرة عندما استعنت بها على تقوية سمعي، فرميتها جانبا وفضلت قلة السمع على كثرته.
لو كنت قسيسا لقلت: «فلنضحك» بدلا من «فلنصل»؛ لأن الضحك لا يكون إلا في الفرح والفرج. أما الصلاة فتكون حامية حارة في الأزمات الشداد، وإذ ذاك تستبعد المرح وقد تعده مفسدا للصلاة، كما قال الرشيد لمضحكه ابن مريم.
Неизвестная страница