جَعْفَر بن عَليّ بن حمدون صَاحب المسيلة والزاب يخبر بمحبوس عِنْده ثأر بجبل أوراس وَاجْتمعت عَلَيْهِ قبائل كَثِيرَة من زواوة وصنهاجة وعجيسة فَأعْطى بطبنة الأرزاق ووسع على الرِّجَال وَأسْقط جمَاعَة من الزمني وَمن لم يرض صحبته وَرجع من طبنة فَأَتَاهُ جَعْفَر بن حمدون بهدية مِنْهَا خَمْسَة وَعِشْرُونَ فرسا وَمثلهَا نجباء وَأَرْبَعَة من النجباء وفارة شريفة موجهة
وَأَتَاهُ بالثائر الْمَذْكُور وَكَانَ غُلَاما أمردا جميلا مُقَيّدا رَاكِبًا جملا وعَلى رَأسه طرطور مشهر وَكَانَ من أهل القيروان من أَبنَاء الصاغة وَكَانَ ينظر كتب الصُّوفِيَّة ويقرؤها وَمَعَهُ أَرْبَعَة نفر مقيدين وجدهم جَعْفَر فِي بعض الْحُصُون الْمُجَاورَة لأوراس بِمن اتبع هَذَا الْغُلَام وَزعم أَنه الإِمَام الْقَائِم بِالْحَقِّ فَأمر إِسْمَاعِيل بسلخه حَيا وحشا جلده قطنا وَجعله فِي تَابُوت وَكَانَ يصلبه فِي كل مَوضِع يحل بِهِ وَكَذَلِكَ كَانَ يفعل بأمثاله
1 / 65