Ахмед Ураби: клеветнический лидер

Махмуд Хафиф d. 1380 AH
94

Ахмед Ураби: клеветнический лидер

أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه

Жанры

الحق أن البارودي قد هدم ما فعل جميعا باستقالته هذه، ولو أنه نال شرف الإقالة، لكان منطقه متسقا، ولأضاف بذلك إلى نفسه وإلى وزارته معنى من معاني الإباء، وحمل الخديو والموحين إليه وزرا جديدا يضاف إلى سابق أوزارهم.

وعجز الخديو عن أن يقيم في مصر وزارة، فقد أشفق من الحكم الرجال يومئذ، وأشفق مصطفى فهمي باشا حين عرضت عليه رئاستها عملا باقتراح ممثلي إنجلترا وفرنسا الذين صار لهما الآن حق إسقاط الوزارة إلى من يرضيان عنهم في مصر.

وصرح الوزراء على الرغم من استقالة رئيسهم أنهم لا يستقيلون إلا إذا كان ذلك بأمر من مجلس النواب.

هنا يعود عرابي فيثب إلى مكان الصدارة من حوادث قومه بعد أن تنحى البارودي، ولقد كان عرابي في الواقع في رأي الناس وفي رأي الأوربيين في مكان الصدارة دائما وإن كانت رئاسة الحكومة للبارودي ...

عاد عرابي فوثب إلى الطليعة، وقد ضاق البارودي بالأمر ذرعا، فهو الذي أوحى إلى الوزراء بما فعلوا وقد عز عليه أن يبعد الوزراء عن مناصبهم بمشيئة غير مشيئة الأمة، وتلك خطوة أخرى نضيفها في غبطة وفخر إلى سابق خطواته ... •••

ووقف عرابي في مكانه لا يتزعزع وما كان أصلبه وأشد مراسه إذا وقف في أمر يرى أنه الحق، ولقد المبطلون وقفته هذه أنها عودة إلى الثورة المسلحة يوشك أن يفاجئ البلاد بيوم آخر كيوم عابدين، فما حفل بكلامهم ولا خشي تهديدهم، وكتبت الحكومات إلى ممثليها في مصر أن «يرسلوا إلى عرابي فيبلغوه أنه أصاب النظام خلل فسوف يجد أوربا وتركيا كما يجد إنجلترا وفرنسا ضده، وأنهم يحملونه تبعة ذلك.»

9

وتلقى عرابي هذا الكلام رابط الجأش، وإن كان ليفطن إلى خطورة الموقف، وأصر ذلك الفلاح الذي لولا ما كان من حميته وأنفته منذ حداثته لكان يجيل الفأس يومئذ في حقل من حقول هرية رزنة ولا يدري من أمر السياسة والحكم شيئا ...

وظل الرجل على عناده يكشف عن كرم عنصره فيفهم يريد أن يفهم أن بين أولئك الفلاحين من أمثاله الذين يجيلون فؤوسهم في صبر وصمت في حقول هذا الوادي لا ينقصهم إلا العلم والحرية ليبهروا العالم ببسالتهم ونبوغهم ...

وصرح سلطان وقد أخذ يكيد للبارودي وعرابي معا «إنه ليس من الممكن تغيير الوزارة ما دامت القوة الحربية مجتمعة في يد عرابي باشا.»

Неизвестная страница