Ахмед Ураби: клеветнический лидер

Махмуд Хафиф d. 1380 AH
93

Ахмед Ураби: клеветнический лидер

أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه

Жанры

ووقف وزارة البارودي لا تتحول ولا تلين، فكان موقفها هذا ثورة لا شبهة فيها، ثورة قومية كأروع وأجمل ما تكون الثورات القومية، وهو موقف نراه جديرا بالإعجاب والتقدير، وما نحسبه لو كان في بلد غير بلدنا إلا كان يعد من المواقف المشهودة التي تذكر في مواطن الفخر والمباهاة ...

وكانت الوزارة قوية بادئ الأمر لأنها كانت معتزة بالنواب وإجماعهم على الأخذ بناصرها، ولكنها نظرت فإذا بينهم تغامز وفي صفوفهم إسرار وإعلان! وإذا كبيرهم سلطان يدعوهم إلى الحكمة والروية ... وكم تحمل على الحكمة والروية أعمال ليست منهما بسبب من الأسباب!

قال سلطان باشا يومئذ للسير إدوارد مالت: «لقد أسقط المجلس شريفا تحت ضغط عرابي، وإن نفس الأعضاء الذين ألحوا في ذلك أكثر من غيرهم يتوقون اليوم إلى إسقاط الوزارة وقد استبان لهم أنهم خدعوا.»

7

ولو اطلع عرابي على الغيب يومذاك لرأى أن هذه أخف ضربة من ضربات سلطان هذا الذي بدأ يتنكر للحركة القومية، تلك الضربات التي سوف يسددها إلى قلب مصر في ضجيج الجهاد وسكرات الاستشهاد ...

انحاز سلطان إلى توفيق منذ ذلك الوقت، فطلب من النواب الحكمة والروية، وما نلقي هذا القول على عواهنه فهذا كلامه لمالت الإنجليزي عدو مصر اللدود ينبئ عن ذلك؛ إذ إنه يكشف الوزارة أمام الكائدين لها من الإنجليز ويجعلهم يستهينون بما تستند إليه من سلطة الأمة.

وكتب مالت إلى حكومته في اليوم الثالث عشر من شهر مايو يصف الحال في مصر، أو على الأصح يصف مبلغ ما أصابته من نجاح دسائسه الإجرامية، قال: «يظهر أن رئيس المجلس والنواب يميلون إلى جانب الخديو، ولقد سألوا سموه أن يأخذ بالعفو فيصالح وزراءه، ولكن الخديو رفض ذلك ... ويصر سموه على رأيه فلن يصالح وزارة تحدته صراحة وتهددته هو وأسرته، واعتدت على القانون بدعوة المجلس إلى الانعقاد دون الرجوع إليه، وفي القاهرة قدر غير قليل من القلق، وكثير من الناس يغادرونها.»

8

إزاء موقف السلطان وفريق من النواب انخلع عن رئيس الوزراء عزمه، وتزايل إصراره شيئا فشيئا، حتى رأت البلاد البارودي يرفع إلى الخديو استقالته فيرتكب بذلك إثما نعيبه عليه أشد العيب، فقد كان عليه أن يستطلع رأي النواب صراحة في جلسة يعقدونها، فإذا ناصروه كان عليه أن يبقى في مكانه حتى يقال فيحظى بشرف الإقالة أو ينتظر فيكون له فخر الانتصار ...

لقد رفض النواب أن يجتمعوا في مجلسهم، أي أنهم رفضوا أن يشايعوا الوزارة في تحديها الخديو، واجتمعوا في منزل رئيسهم، ولكن هذا أمر شكلي لا يمس جوهر الموضوع، فالأمر الذي كان يهم الوزارة هو معرفة رأي ممثلي البلاد، وسواء لديها اجتماعهم في مجلسهم أو في أي مكان، فليس ثمة من فرق بين الاجتماعين إلا أن هذا رسمي وذاك غير رسمي، ولم يكن المجال يومئذ مجال شكليات، وقد جرى الخديو في مضماره الذي اختاره على الرغم من إرادة البلاد، وهل كان نواب الشعب الفرنسي الذين التقوا في ملعب التنس في مستهل ثورتهم الكبرى لا يعبرون عن رأي الشعب لأنهم لم يجتمعوا في قاعة مجلسهم؟ •••

Неизвестная страница