وللحاكم في المستدرك وغيره عن ابن عمر قال: "لقي عمر عليا فقال: يا أبا الحسن، الرجل يرى الرؤيا، فمنها ما يصدق، ومنها ما يكذب، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من عبد ولا أمة ينام فيمتلئ نوما، إلا يعرج بروحه إلى العرش، فالذي لا يستيقظ إلا عند العرش فتلك الرؤيا التي تصدق، والذي يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تكذب".
ورواه ابن منده بإسناده عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: "لقي عمر عليا فقال: يا أبا الحسن، ربما شهدت وغبنا، وربما شهدنا وغبت، ثلاث أسألك عنهن، فهل عندك منهن علم؟ فقال: وما هن؟ قال: الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرا، والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرا، قال: نعم سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الأرواح جنود مجندة، تلتقي في الهواء فتشام، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، قال عمر: واحدة، قال عمر: والرجل يحدث الحديث إذ نسيه، فبينما هو قد نسيه إذ ذكره، فقال: نعم، سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، فبينما القمر يضيء، إذ تجللته سحابة فأظلم، إذ تجلت عنه فأضاء، وبينما القلب يتحدث، إذ تجللته سحابة فنسي، إذ تجلت عنه فذكر. فقال عمر: اثنتان، قال: والرجل يرى الرؤيا، فذكر نحو ما تقدم. فقال عمر: ثلاث كنت في طلبهن، فالحمد لله الذي أصبتهن قبل الموت".
ورواه من وجه آخر عن ابن أبي طلحة: "أن ابن عباس سأل عمر: مم يذكر الرجل، ومم ينسى؟ فذكر نحو ما تقدم، ومم تصدق الرؤيا،
1 / 69