ثابت في منامه، قال: أوصيك بوصية فإياك أن تقول: هذا حلم فتضيعه، إنني لما قتلت أمس، مر بي رجل من المسلمين، فأخذ درعي، ونزل في أقصى الناس، وعند خبائه فرس يستن في طوله، وقد أكفأ على الدرع برمة، وفوق البرمة رحل، فأت خالد بن الوليد، فمره فليبعث إلى درعي فيأخذها، وإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله ﷺ يعني أبا بكر الصديق - فقل له: إن علي من الدين كذا، وفلان من رقيقي عتيق وفلان، فأتى الرجل خالدا فأخبره، فبعث إلى الدرع، فأتي بها، وحدث أبا بكر برؤياه، فأجاز وصيته، قال: ولا نعلم أحدا أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت".
وللحاكم عن معمر قال: حدثني شيخ لنا: "أن امرأة جاءت إلى بعض أزواج النبي ﷺ فقالت: ادعي الله أن يطلق لي يدي، قالت: وما شأن يدك؟ قالت: كان لي أبوان، فكان أبي كثير المال والمعروف، ولم يكن عند أمي شيء من ذلك، ولم أرها تصدقت بشيء غير أنا نحرنا بقرة، فأعطت مسكينا شحمة، وألبسته خرقة، فماتت أمي ومات أبي، فرأيت أبي على نهر يسقي الناس، فقلت: يا أبتاه، هل رأيت أمي؟ قال: لا، فذهبت ألتمسها، فوجدتها قائمة عريانة ليس عليها إلا تلك الخرقة، وفي يدها تلك الشحمة، وهي تضرب بها في يدها الأخرى، ثم تمص أثرها، وتقول: واعطشاه، فقلت: يا أمه، ألا أسقيك؟ قالت: بلى، فذهبت إلى أبي، وأخذت من عنده إناء، فسقيتها، فنبه بي بعض من كان عندها قائما، فقال: من سقاها؟ شل الله يده، فاستيقظت وقد شلت يدي".
1 / 68