الفصل الثالث فيما أورده من الحكم والمواعظ مختصرا على جهة
البلاغة والإيجاز
سمع الحسن رجلا يقول: اللهم أهلك الفجار، فقال: إذا تستوحش الطريق، ويقل المتصرفون.
وكان يقول: إن هذا الدين قوي، وإن الحق ثقيل، وإن الإنسان ضعيف، فليأخذ أحدكم ما يطيق؛ فإن العبد إذا كلف نفسه من العمل فوق طاقتها، خاف عليها السآمة والترك.
وكان يقول: المرض زكاة البدن، كما أن الصدقة زكاة المال، فكل جسم لا يشتكي كمثل مال لا يزكى.
وكان يقول: أفضل العمل الفكرة والورع، فمن كانت حياته كذلك، نجا، وإلا، فليحتسب حياته.
وكان يقول: الفكرة مرآة تريك حسنتك من سيئتك، ومن اعتمد عليها أفلح، ومن أغفلها افتضح.
وقال له رجل يوما: يا أبا سعيد ! كنت حدثتني بحديث فنسيته، فقال الحسن: لولا النسيان، لكثر الفقهاء.
Страница 53