وزر، فهذه النفس إذا جاءت بشفاعة شفيع، لم تقبل منها. والشفاعة: أن يكون لأحد وجاهة عند أحد، فيسأله أن يعفو عن جناية صدرت من آخر، أو يصفح عن واجب أهمل القيام به، أو يستوهب منه له شيئًا.
والآية نفت أن تقبل يوم القيامة شفاعة من أحد نفيًا مطلقًا، ووردت آيات تنفي قبول الشفاعة إلا ممن أذن له الله فى ذلك؛ كما قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥]، وقال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا﴾ [طه: ١٠٩]، فصح أن تحمل الآية المطلقة - وهي التي نحن بصدد تفسيرها - على أنها واردة في شأن النفوس الكافرة، وتفهم الآيات الأخرى على صحة قبول الشفاعة للمؤمنين إذا أذن الله فيها للشافعين.
وقد وردت أحاديث صحيحة في أن النبي ﷺ -ستكون له شفاعة في دفع العذاب عن قوم، ورفع الدرجات لآخرين.
﴿وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾:
العدل: الفدية. وسميت عدلًا؛ لأنها تعطى على أنها معادلة للمفدي بها.
والمعنى: لا يؤخذ من أحد بدل من كفره بالغًا البدلُ ما بلغ؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ﴾ [آل عمران: ٩١].
﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾:
جاء الضمير في قوله: ﴿وَلَا هُمْ﴾ ضمير جمع، وهو عائد على نفس في قوله: ﴿عَنْ نَفْسٍ﴾، والنفس مفردة، ذلك أن النفس هنا في معنى: نفوس،