125

Полное собрание сочинений имама Мухаммада аль-Хидра Хусейна

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Исследователь

علي الرضا الحسيني

Издатель

دار النوادر

Номер издания

الأولى

Год публикации

1431 AH

Место издания

سوريا

Жанры

التي حقها أن تتلقى بخالص الشكر، ومن سنّة القرآن إعادة الجمل التي تشتمل على أمر يستوجب مزيد العناية، وهذا شأن ذكر النعم؛ فإنه مدعاة إلى تواردها على الذاكر لها، وناهض بالنفوس الكريمة إلى شكرها، والجد في طاعة مرسلها، وهو مع هذا موصول برضا الخالق الذي هو أسمى غاية تتجه إليها الهمم، وتسعى لإحرازها ليلها ونهارها. ويشعر تكرار هذه الجملة أن في بني إسرائيل غفلة عن تقدير النعم، شأن من لا يبالي كفرانها.
﴿وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾:
قال تعالى في حق أمة الإسلام: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠]، وبنو إسرائيل إنما فضلهم الله على العالمين أيام كانوا يقيمون التوراة، ويكثر فيهم الأنبياء، وقد يذكر الله القوم بنعمة كان أسداها إلى أسلافهم؛ كالتفضيل على العالمين، ثم يذكر لهؤلاء القوم مساوئ تنزل بهم إلى الحضيض.
﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾:
اتقوا: احذروا. وتجزي: تقضي، من جزى بمعنى: قضى. والمعنى: احذروا يومًا لا تقضي فيه نفس عن نفس شيئًا من الحقوق. ومعنى اتقاء اليوم، وهو يوم القيامة: الحذر مما يجري فيه من فزع وعذاب، والحذر منه: بالسير على صراط الله المستقيم حسب الاستطاعة، فكأنه يقول: واستضيئوا بنور الإيمان، وأطيعوا الله فيما يأمر به أو ينهى عنه، وبهذه السيرة تسلموا من هول يوم القيامة وعذابه المهين.
﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾:
الضمير في قوله: ﴿مِنْهَا﴾ يعود على ﴿نَفْسٍ﴾ في قوله: ﴿عَنْ نَفْسٍ﴾، وهي النفس المأخوذة في ذلك اليوم للحساب، المسؤولة عما ارتكبت من

1 / 91