مدرسة بالجُبيل - أنشأها شمس الدين أبو بكر أحمد بن صالح عبد الرحيم ابن العجميّ وهي تربة ودُفن بها وهي شافعيّة ومالكيّة في سنة خمس وتسعن وخمسمائة والمدرّس بها أخوه الشيخ شرف الدين أبو طالب بن العجميّ.
مدرسة - أنشأها الأمير شمس الدين لؤلؤ عتيق أمين الدين يُمْن عتيق نور الدين رسلان بن مسعود صاحب الموصل. أوّل من درّس بها الشريف عبد الله الحسينيّ ولم يزل بها مدرّسًا إلى أن توفيّ في سنة اثنتين وخمسين وستّمائة ووليها بعده شرف الدين عبد الرحمان بن عثمان بن محمد السجاسيّ ولم يزل بها أى أن انقضت الدولة ومات بعدها بأيّام.
مدرسة بالمقام - أنشأها بهاء الدين المعروف بابن أبي سيّال.
مدرسة - أنشأها عزّ الدين أبو الفتح مظفّر بن محمد بن سلطان بن فاتك الحمويّ بالمقام وانتهت في سنة اثنتين وخمسين وستّمائة.
؟ المدارس الحنفيّة
المدرسة الحلاويّة - كانت هذه المدرسة كنيسةً من بناء هيلاني أمّ قسطنطين وقد تقدّم القول في صيرورتها مسجدًا مشبعًا فيما تقدمّ من أنّ القاضي أبا الحسن بن القاضي أبي الفضل بن الخشّاب الحلبيّ لمّا حاصر الفرنج حلب في سنة ثمان عشرة وخمسمائة وبعثروا القبور الّتي بظاهرها وأحرقوا من فيها عمد إلى أربع كنائس من الكنائس التي كانت بها وصيّرها مساجد وكانت هذه المدرسة تُعرف قديما بمسجد السراجين ولما ملك نور الدين حلب وقفه مدرسة وجدّد فيه مساكن يأوي إليها الفقهاء وإيوانًا وكان مبدأ عمارته في سنة أربع وأربعين وانتهت وجلب إليها من أفامية مذبحًا من الرخام الملكيّ الشفّاف الذي إذا وُضع تحته ضوء بان من وجهه ووضعه فيها وعليه كتابة باليونانيّة تُرجمت فإذا هي: عُمل هذا للملك ذقلطيانوس والنسر الطائر في أربع عشرة درجة من برج العقرب فيكون مقدار ذلك على رأي أصحاب النجوم ثلاثة آلاف سنة. كان الملك العادل نور الدين يملأ هذا الجرن في ليلة السابع والعشرين من رمضان قطائف محشوةً ويجمع عليه الفقهاء المرتّبين بالمدرسة وهي من أعظم المدارس صيتًا وأكثرها طلبةً وأغزرها جامكيّةً ومن شرط الواقف أن يحمل في كلّ شهر رمضان من وقفها ثلاثة آلاف درهم للمدرّس يصنع بها للفقهاء طعامًا وفي ليلة النصف من شعبان في كلّ سنة حلوى معلومةً وفي الشتاء ثمن بياض لكلّ فقيه شيء معلوم وفي أيّام شرب الدواء من فَصْلي الربيع والخريف ثمن ما يحتاج إليه من دواء وفاكهة وفي الموالد أيضًا الحلوى وفي الأعياد ما يرتفقون به فيها دراهم معلومة وفي أيّام الفاكهة ما يشترون به بطّيخًا ومشمشًا وتوتً. ولّما فرغ من بنائها استدعى لها من دمشق الفقيه الإمام برهان الدين أبا الحسن عليّ بن الحسن بن محمّد بن أبي جعفر وقيل جعفر البلخيّ فولاّه تدريسها واستدعى الفقيه برهان الدين أبا العبّاس أحمد بن عليّ الأصوليّ السلفيّ من دمشق ليجعله نائبًا عن برهان الدين فامتنع من القدوم فسيّر إليه برهان الدين البلخيّ كتابًا ثانيًا يستدعيه فيه ويشدّد عليه في الطلب فأجابه عن كتابه بكتاب استفتحه بعد البسملة:
شعر:
وَلَو قُلْتَ طَأ في النارِ أعْلَمُ أَنّهُ ... رِضىً لَكَ أَوْ مُدْنٍ لَنا مِنْ وِصالِكَ
لَقَدَّمْتُ رِجْلي نَحْوَها فَوَطئْتُها ... هُدىً مِنْكَ لي أَوْ ضِلَّةً مِنْ ضَلالِكَ
1 / 38