.. وَفِي البَحْرِ للنَّاظِر الْمُعْتَبِرْ ...
... رَوائعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ ...
... فآمَنتُ به ...
السحاب والبرق
تَكاثَفَتِ السُّحْبُ مِلْءَ الأُفقِ ... ثِقالَ البُطونِ بِمَاءٍ غَدَقْ
وَأظْلَمَتِ الأرضُ مِن ظِلِّهَا ... وَأمْسَتْ مَصَابِيحُها تَخْتَنِقْ
وَشَقَّتْ بُرودَ الظَّلامِ البروقْ ... خَواطِفُ مِن شِدَّةٍ تَأْتَلِقْ
يَكادُ سَناهَا الشديد السّريعْ ... يخطفُ أبْصَارَنا والْحَدَقْ
فَمِن أين شحنة ذا الكهرباء ... وما هُو خزانُها المتسقْ
فطاقتها فوق حَدِّ الحسابِ ... لدينا فَمَنْ شَاء فليخْتَرِقْ
وَلَو أن كتْلتَها جمعتْ ... عَلى جبل ربما يحتَرِقْ
يُهون من أمرِها أنها ... تُبدَّدُ في جَنباتِ الأُفقْ
...
وكسرنَ كُلَّ سكُونٍ مُخِيفْ ... رعود بأرْجائها تنْطَلِقْ
فَتَأتِي بِخوف الصِّيَاحِ المثِيرِ ... من بعْدِ خوفِ السُّكُون الزَّلِقْ
فَكَم مَلَئت أنْفُسٌ بالوجيفْ ... وَكم ملئتْ أرؤس بالأرقْ
وكمْ أسْرَعتْ أنملٌ للصَّماخْ ... بِمَا نَالَهَا مِن شديدِ الفرقْ
1 / 23