192

Абу аль-Маарри

أبو العلاء المعري

Жанры

أما الإله فأمر لست مدركه

فاحذر لجيلك فوق الأرض إسخاطا

وليس في هذا أيضا إنكار لوجود الله تعالى، وإنما فيه الإيماء إلى عجز البشر عن إدراك كنه ذاته تعالى. ولعمري ما نطق إلا بالصواب. وأين لمخلوق ضعيف لا يصل إلى إدراك كنه نفسه من الوصول إلى هذا المقام؟ وفي كتاب تأييد الحقيقة العلية للسيوطي، قال شارح منازل السائرين في بيان عجز العقول عن إدراك الذات المقدس، وترك الفكرة في ذلك: «يعرف العبد أن عقله يعجز عن إدراك كل الموجودات من المخلوقات فضلا عن خالقها، وقد عجزت العقول عن إدراك الخاصية التي يجذب بها المغناطيس الحديد، والسقمونيا الأخلاط الصفراوية، إلى غير ذلك، مع القطع بوجودها. فإذا عرف العبد عجزه، وأيس من الوقوف على غاية مطلبه، حمله ذلك على التمسك بحبل التعظيم والإجلال، وسلم بذلك من الوقوع في شيء من الاختلال». انتهى.

وفيما نقل عن أمير المؤمنين كرم الله وجهه أنه كان يقول: «التوحيد أن لا تتوهمه»، ويقول: «كل ما أدركته فهو غيره». وكان الصديق رضي الله عنه يقول: «يا من غاية معرفته القصور عن معرفته». أما قوله تعالى:

لا تدركه الأبصار ، فالأكثرون على حمل البصر هنا على الجارحة، من حيث إنها محل القوة. وقيل هو إشارة إلى ذلك وإلى الأوهام والأفهام. فالبيت على هذا عقد لمعنى هذه الآية الكريمة. وقريب منه قوله من قطعة أخرى:

وإن إلهي إله السما

ء رب الوهود ورب النبك

سألت المحدث عن شأنه

فما زال يضعف حتى ارتبك •••

الثالث: قوله:

Неизвестная страница