407

ظلموا أنفسهم بالامتناع عن قبول الهداية. وقيل : لا يهديهم محجة الاحتجاج ، أو سبيل النجاة ، أو طريق الجنة يوم القيامة.

( أو كالذي مر على قرية ) تقديره : أو أرأيت مثل الذي ، فحذف لدلالة «ألم تر» عليه ، لأن كلتيهما كلمة تعجيب. وتخصيصه بحرف التشبيه ، لأن المنكر للإحياء كثير ، والجاهل بكيفيته أكثر من أن يحصى ، بخلاف مدعي الربوبية. ويجوز أن يحمل على المعنى دون اللفظ ، كأنه قيل : أرأيت كالذي حاج إبراهيم أو كالذي مر على قرية. وقيل : الكاف مزيدة ، وتقدير الكلام : ألم تر إلى الذي حاج أو الذي مر. وهو عزير بن شرحيا على الرواية المأثورة عن أبي عبد الله عليه السلام ، وعليه قتادة وعكرمة والسدي. وقيل : أرميا. وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام . وقيل : الخضر ، أراد أن يعاين إحياء الموتى ليزداد بصيرة كما طلبه إبراهيم. وقيل : كان المار كافرا بالبعث. ويؤيده نظمه مع نمرود ، ولكلمة الاستبعاد التي هي : أنى يحيي؟

والقرية بيت المقدس حين خربه بختنصر. وقيل : القرية التي خرج منها الألوف. وقيل : غيرهما. واشتقاقها من القري ، وهو الجمع.

( وهي خاوية على عروشها ) خالية ساقطة حيطانها على سقوفها ، أي : كانت سقوفها سقطت أولا ثم وقع البنيان عليها ( قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) اعترافا بالقصور عن معرفة طريق الإحياء ، واستعظاما لقدرة المحيي إن كان القائل مؤمنا ، واستبعادا إن كان كافرا. و «أنى» في موضع نصب على الظرف بمعنى متى ، أو على الحال بمعنى كيف. ومعناه : أنى أو كيف يعمر الله هذه القرية؟ فأطلق لفظ القرية وأراد أهلها.

( فأماته الله مائة عام ) فألبثه ميتا مائة عام ، أو أماته فلبث ميتا مائة عام ( ثم بعثه ) بالإحياء. قيل : إنه مات ضحى ، وبعث بعد مائة سنة قبل غيبوبة الشمس.

مخ ۴۱۲