322

( فاذكروا الله ) بالتلبية والتهليل والدعاء. وقيل : بصلاة العشاءين ( عند المشعر الحرام ) جبل يقف عليه الإمام ، ويسمى قزح. والمشعر : المعلم ، لأنه معلم للعبادة. وسميت المزدلفة جمعا لأن آدم اجتمع فيها مع حواء ، وازدلف منها ، أي : دنا منها. وقيل : لأنه يجمع فيها بين الصلاتين. ووصف بالحرام لحرمته. وفيه إشعار بوجوب الكون به كما يقوله أصحابنا ، لأن الذكر المأمور به عنده يستلزم الكون به ، فيكون واجبا. وهو ركن كالوقوف بعرفات ، ولو أخل بهما سهوا بطل حجه ، لا بأحدهما فتجزئ بالآخر. ووقته من طلوع الفجر العاشر إلى طلوع شمسه للمختار ، وللمضطر إلى الزوال. وحده من المأزمين (1) إلى الحياض إلى وادي محسر. وعند العامة الوقوف فيه مستحب.

( واذكروه كما هداكم ) «ما» مصدرية أو كافة ، أي : اذكروه ذكرا حسنا كما هداكم هداية حسنة لأداء شكرها ، فإن الشكر على النعمة واجب. أو واذكروه كما علمكم كيف تذكرونه ولا تعدلوا عنه ( وإن كنتم من قبله ) قبل الهدى ( لمن الضالين ) أي : الجاهلين ، لا تعرفون كيف تذكرونه وتعبدونه. و «إن» هي المخففة من الثقيلة.

روي عن جابر : أن النبي صلى الله عليه وآلهوسلم لما صلى الفجر بالمزدلفة بغلس وهو الظلمة الباقية عند أول الفجر المعترض ركب ناقته حتى أتى المشعر الحرام ، فدعا وكبر وهلل ولم يزل واقفا حتى أسفر.

( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ) أي : من عرفة لا من المزدلفة. والخطاب مع قريش ، كما نقل عن الباقر عليه السلام وابن عباس وجماعة أن الأمر لقريش وحلفائهم ،

مخ ۳۲۷