308

مواقيت الحج ، وهذا أيضا من أفعالهم في الحج ، ذكره للاستطراد ، أو أنهم لما سألوا عما لا يعنيهم ، ولا يتعلق بعلم النبوة ، وتركوا السؤال عما يعنيهم ويختص بعلم النبوة ، عقب بذكر جواب ما سألوه تنبيها على أن اللائق بهم أن يسألوا أمثال ذلك ، ويهتموا بالعلم بها.

وكذا قال في المجمع : «قيل : إنه سبحانه لما بين أن أمورنا مقدرة بأوقات قرن به قوله : ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها )، أي : فكما أن أموركم مقدرة بأوقات ، فلتكن أفعالكم جارية على الاستقامة ، باتباع ما أمر الله به ، والانتهاء عما نهى عنه ، لأن اتباع ما أمر به خير من اتباع ما لم يأمر به» (1).

( وأتوا البيوت من أبوابها ) إذ ليس في العدول بر ، وباشروا الأمور من وجوهها التي يجب أن تباشر عليها ، أي الأمور كان. ويحتمل أن يكون هذا تمثيلا لتعكيسهم في سؤالهم ، وأن مثلهم فيه كمثل من يترك باب البيت ويدخله من ظهره. والمعنى : ليس البر وما ينبغي أن تكونوا عليه ، بأن تعكسوا في مسائلكم ، ولكن البر بر من اتقى ذلك وتجنبه ، ولم يجسر على مثله.

ثم قال : وأتوا البيوت من أبوابها ، أي : وباشروا الأمور من وجوهها التي يجب أن تباشر عليها ، ولا تعكسوا. والمراد وجوب توطين النفوس وربط القلوب على أن جميع أفعال الله حكمة وصواب ، من غير اختلاج شبهة ولا اعتراض شك في ذلك حتى لا يسأل عنه.

( واتقوا الله ) في تغيير أحكامه والاعتراض على أفعاله ( لعلكم تفلحون ) لكي تظفروا بالهدى والبر.

مخ ۳۱۳