299

وأمركم بالحنيفية السمحة التي لا إصر فيها ، ومن جملة ذلك ما أمركم بالإفطار في السفر والمرض. وفيه دلالة على بطلان قول المجبرة ، فإنهم قائلون بجواز تكليف ما لا يطاق.

( ولتكملوا العدة ) معطوفه محذوف ، دل عليه ما سبق ، أي : وشرع جملة ما ذكر من أمر الشاهد بصوم الشهر ، والمرخص له بالقضاء مراعاة لعدة ما أفطر فيه ، والترخيص في إباحة الفطر لتكملوا العدة ( ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) شرع ذلك. فهذه علل الفعل المحذوف على سبيل اللف ، فإن قوله : «ولتكملوا» علة الأمر بمراعاة العدة ، ( ولتكبروا الله ) علة الأمر بالقضاء وبيان كيفيته ، ( ولعلكم تشكرون ) علة الترخيص والتيسير ، أي : إرادة أن تشكروا. ويجوز أن يكون «ولتكملوا» معطوفا على علة مقدرة ، كأنه قيل : يريد الله ليسهل عليكم ولتكلموا العدة. وعن عاصم : ولتكملوا بالتشديد.

والمراد بالتكبير عندنا التكبير عقيب أربع صلوات : المغرب والعشاء ليلة الفطر ، والغداة ، وصلاة العيد ، على مذهبنا. وقيل : التكبير عند الإهلال. وقيل : المراد به : ولتعظموا الله على ما أرشدكم له من شرائع الدين.

وإنما عدي فعل التكبير بحرف الاستعلاء لكونه مضمنا معنى الحمد ، كأنه قيل : ولتكبروا الله حامدين على ما هداكم. و «ما» يحتمل المصدر والخبر ، أي : على هدايتكم ، أو على الذي هداكم إليه.

( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون (186))

ولما ذكر سبحانه الصوم الذي هو مظان إجابة الدعاء ، فقال بعد ذلك : ( وإذا

مخ ۳۰۴