محذوف ، أي : لو يعلمون أن القدرة كلها لله على كل شيء من الثواب والعقاب وغيره دون أندادهم ، ويعلمون شدة عقابه للظالمين حين شاهدوا أنواع عذابهم يوم القيامة ، لكان لهم ما لا يدخل تحت الوصف من الندم والحسرة ، ووقوع العلم بظلمهم وضلالهم ، فندموا أشد الندم ، فحذف الجواب لعدم الوصول إلى كنهه.
وقرأ ابن عامر ويعقوب ونافع : ولو ترى ، على أنه خطاب للنبي صلى الله عليه وآلهوسلم ، أي : ولو ترى ذلك لرأيت أمرا عظيما وخطبا جسيما. وابن عامر : إذ يرون على البناء للمفعول. ويعقوب «إن» بالكسر ، وكذا ( وأن الله شديد العذاب ) على الاستئناف ، أو على إضمار القول.
( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ) بدل من «إذ يرون» أي : إذ تبرأ المتبوعون وهم الرؤساء من الأتباع الضعفاء ( ورأوا العذاب ) أي رائين له ، والواو للحال ، و «قد» مقدرة. وقيل : عطف على «تبرأ». ( وتقطعت بهم الأسباب ) يحتمل العطف على «تبرأ» ، أو «رأوا» ، أو الحال ، والأول أظهر. ومعنى الأسباب : الوصل التي كانت بينهم يتواصلون عليها ، من الأتباع ، والاتفاق على الدين ، وسائر الأغراض الداعية إلى ذلك. والمعنى : زال عنهم سبب يمكن أن يتوصل به من مودة أو عهد أو قرابة ، فلا ينتفعون بشيء من ذلك. وأصل السبب الحبل الذي يرتقى به الشجر.
( وقال الذين اتبعوا ) أي : وقال الأتباع ( لو أن لنا كرة ) «لو» للتمني ، ولذلك أجيب بالفاء ، أي : ليت لنا عودا إلى الدنيا ( فنتبرأ منهم ) من الرؤساء فيها ( كما تبرؤا منا ) في الآخرة.
( كذلك ) مثل ذلك الآراء الفظيع ( يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ) ندامات. وهي ثالث مفاعيل «يري» من رؤية القلب ، وإلا فحال ، يعني : تنقلب حسرات عليهم ، فلا يرون إلا حسرات مكان أعمالهم ( وما هم بخارجين من النار )
مخ ۲۸۰