264

الإنسان من مكروه ، لقوله عليه السلام : «كل شيء يؤذي المؤمن فهو مصيبة». وليس الصبر بالاسترجاع باللسان ، بل به وبالقلب ، بأن يتصور معنى الاسترجاع ، وهو أنه ما خلق لأجله ، وأنه راجع إلى جزاء ربه ، ويتذكر نعم الله عليه ليرى أن ما أبقى عليه أضعاف ما استرده منه ، فيهون على نفسه ويستسلم له.

والمبشر به محذوف دل عليه قوله : ( أولئك ) الذين وصفهم الله بأنهم من الصابرين المسترجعين المستسلمين لقضاء الله ( عليهم صلوات من ربهم ورحمة ) الصلاة في الأصل الدعاء ، ومن الله العطوفة والرأفة المستلزمتان المغفرة والتزكية واللطف والإحسان. جمع بينها وبين الرحمة للتنبيه على كثرتها وتنوعها ، كقوله : ( رأفة ورحمة ) (1) و ( رؤف رحيم ) (2). والمعنى : عليهم رأفة بعد رأفة ، ورحمة أي رحمة.

وعن النبي صلى الله عليه وآلهوسلم : «من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته ، وأحسن عقباه ، وجعل له خلفا صالحا يرضاه».

وعن الصادق عليه السلام ، عن آبائه ، عن النبي صلى الله عليه وآلهوسلم قال : «أربع من كن فيه كتبه الله من أهل الجنة : من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلا الله ، ومن إذا أنعم الله عليه النعمة قال : الحمد لله ، ومن إذا أصاب ذنبا قال أستغفر الله ، ومن إذا أصابته مصيبة قال : ( إنا لله وإنا إليه راجعون )».

روي : «أنه طفئ سراج رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم فقال : ( إنا لله وإنا إليه راجعون )، فقيل : أمصيبة هي؟ قال : نعم ، كل شيء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة».

( وأولئك هم المهتدون ) للحق والصواب ، حيث استرجعوا وسلموا أنفسهم لحكم الله وقضائه.

مخ ۲۶۹