الله شيء من المعلومات ، فكونوا على حذر من الجزاء على أعمالكم بما تستحقونه من العذاب.
( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ) تكرار للمبالغة في التحذير والزجر عما استحكم في الطباع من الافتخار بالآباء والاتكال عليهم. وقيل : الخطاب فيما سبق لهم ، وفي هذه الآية لنا ، تحذيرا عن الاقتداء بهم. وقيل : المراد بالأمة في الأول الأنبياء ، وفي الثاني أسلاف اليهود والنصارى ، فلا تكرار.
( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (142))
ثم ذكر الذين عابوا المسلمين بالانصراف عن قبلة بيت المقدس إلى الكعبة ، فقال : ( سيقول السفهاء من الناس ) الجهال الخفاف الأحلام الذين استمهنوها بالتقليد والإعراض عن النظر. يريد به : المنكرين لتغيير القبلة من المنافقين واليهود والمشركين. وفائدة تقديم الإخبار توطين النفس لسماع هذا المكروه ، وإعداد الجواب ( ما ولاهم ) ما صرفهم ( عن قبلتهم التي كانوا عليها ) يعني : بيت المقدس. والقبلة في الأصل الحال التي عليها الإنسان من الاستقبال ، فصارت عرفا للمكان المتوجه نحوه للصلاة ( قل لله المشرق والمغرب ) أي : بلاد المشرق والمغرب ، والأرض كلها ، لا يختص به مكان دون مكان ، وإنما العبرة بامتثال أمره لا بخصوص المكان. ( يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) وهو ما ترتضيه الحكمة وتقتضيه المصلحة من التوجه إلى بيت المقدس تارة وإلى الكعبة أخرى.
مخ ۲۵۳