244

فلن يقبل منه ) (1)، فلا يوجد إذن دين آخر يماثل دين الإسلام في كونه حقا ، حتى إن آمنوا بذلك الدين المماثل له كانوا مهتدين.

فقيل : «فإن آمنوا» بكلمة الشك على سبيل الفرض والتقدير ، أي : فإن حصلوا دينا آخر مثل دينكم مساويا له في الصحة والسداد فقد اهتدوا.

وفيه : أن دينهم الذي هم عليه وكل دين سواه مغاير له غير مماثل ، لأنه حق وهدى ، وما سواه باطل وضلال. ونحو هذا قولك للرجل الذي تشير عليه : هذا هو الرأي الصواب ، فإن كان عندك رأي أصوب منه فاعمل به ، وقد علمت أن لا أصوب من رأيك ، ولكنك تريد تبكيت صاحبك ، أو توقيفه على أن ما رأيت لا رأي وراءه.

ويجوز أن لا تكون الباء صلة زائدة ، وتكون للاستعانة ، كقولك : كتبت بالقلم وعملت بالقدوم (2)، أي : فإن دخلوا في الإيمان بشهادة مثل شهادتكم التي آمنتم بها فقد اهتدوا.

( وإن تولوا ) عما تقولون لهم ولم ينصفوا ، أو أعرضوا عن الإيمان بالجميع ( فإنما هم في شقاق ) فما هم إلا في شقاق الحق ، وهو المناواة (3) والمخالفة ، فإن كل واحد من المتخالفين في شق غير شق الآخر ، وليسوا من طلب الحق في شيء ، أي : فإن تولوا عن الشهادة والدخول في الإيمان.

( فسيكفيكهم الله ) أي : يكفيك ويدفع عنك يا محمد شر اليهود والنصارى. وقد أنجز وعده بقتل قريظة وسبيهم ، وإجلاء بني النضير ، وضرب الجزية على الفريقين. ففيه تسلية وتسكين للمؤمنين ، ووعد لهم بالحفظ والنصر على من

مخ ۲۴۹