199

فتعرضا لامرأة يقال لها زهرة ، فحملتهما على المعاصي والشرك ، ثم صعدت إلى السماء بما تعلمت منهما ، فمحكي عن اليهود ، وبطلانه لا يخفى على من قال بعصمة الملائكة.

وقيل : رجلان سميا ملكين باعتبار صلاحهما.

وحكي عن ابن عباس أن «ما أنزل» نفي معطوف على «ما كفر» تكذيب لليهود في هذه القصة.

وقوله : ( ببابل ) ظرف أو حال من «الملكين» ، أو الضمير في «أنزل». والمشهور أنه بلد من نواحي الكوفة ( هاروت وماروت ) عطف بيان للملكين. ومنع صرفهما للعجمة والعلمية ، ولو كانا من الهرت والمرت بمعنى الكسر لانصرفا.

ومن جعل «ما» نافية أبدلهما من الشياطين بدل البعض ، وما بينهما اعتراض.

وفي هذا التأويل يكون هاروت وماروت رجلين من جملة الناس أو الجن ، ويكون الملكان اللذان نفي عنهما السحر جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ، فإن سحرة اليهود كانت تدعي أن الله أنزل السحر على لسان جبرئيل وميكائيل على سليمان ، فأكذبهم تعالى في ذلك.

وعلى الوجه الأول قوله : ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة ) معناه : ما يعلمان أحدا حتى ينصحاه ويقولا له : إنما نحن اختبار وابتلاء من الله ، فمن تعلم منا وعمل به كفر ، ومن تعلم وتوقى عمله ثبت على الإيمان ( فلا تكفر ) باعتقاد جوازه والعمل به.

وعلى الوجه الثاني معناه : ما يعلمانه حتى يقولا : إنا مفتونان فلا تكن مثلنا.

( فيتعلمون منهما ) الضمير لما دل عليه «من أحد» فإن النكرة في سياق النفي تفيد العموم ، أي : فيتعلم الناس من هاروت وماروت ( ما يفرقون به بين المرء وزوجه ) أي : من علم السحر الذي يكون سببا للتفريق بين الزوجين من حيلة

مخ ۲۰۴