زبدة کشف الممالک فی
Zubdat Kashf al-Mamalik fi
ژانرونه
الباب التاسع : في وصف كشاف الترب ، وعمارة الجسور ، والحفير، والجرافة ، وما تحتاج إليه البلاد عند فيض النيل وهبوطه ، ووصف الولاة ، وأرباب الوظائف بأقاليم الديار المصرية ، وما يتعلق بذلك من الترتيب الباب العاشر : في وصف الممالك الشريفة الإسلامية ، وهى تمان على ما يأتى تفصيله على الترتيب ووصف المدن بالبلاد الشمالية ، ومن بذلك من الكفال، والنواب والسادة والقضاة والأمراء ، والمباشرين ، وأرباب الوظائف والجند .
الباب الحادى عشر . فى وصف أمراء العربان ، ومشايخهم ، وأمراء التركمان ، والاكراد ، ووصف التجاريد ، والمهمات الشريفة ، ونوادر اتفقت في ذلك بالمملكة اليمنة والديار البكرية ، والجزائر القبرصية التى فتحت في الأيام الأشرفية .
الباب الثاني عشر : فى حوادث الدهر التى من أهملها وقع فى الضنك والقهر وما ورد فى ذلك من الحكايات ، والنوادر ليكون كل ذى لت عليه محافظا وإليه مبادرا بين وادى محسر وجمرة العقبة ، وهى شعب طويل نخو ميلين، وبها عمائر كثيرة وقد نظم فيها أبيات مطوله ذكرت منها ثلاثة وهى يا غاديا نحو الحجاز ولعلع عرج على وادى منى والاجرع وانزل بأرض لا يضام نزيلها فيها الشفاء لكل قلب موجع فد حل فيها سيد ومكرم وهو الشفيع لذى المقام الأرفع وبينها وبين منى ، وعرفات مسجد نمرة ، والمزدلفة، والمشعر الخرام ، وعرفات ليس من الحرم بل منتهى الحرام من تلك الجهة عند العلمين ، روى أن أبرهة بن الصباح صاحب الفيل قدم يريد خراب الكعبة ومعه ألف فيل يقدمهم فيل أبيض عظيم يقال له محمود وكان المتوكل به شخص يقال له بقيل لما صار أبرهة على اليمن واقتلعه كان نفيل يصيح ، وهو على ظهر الفيل العظيم فلما دخلوا مكة أخذ نفيل بأذن الفيل وكلمه بكلام معناه أرجع رأسك فإنك في بلد الله الحرام ، فلما فهمه ذلك تركه وهرب إلى فريش فكان معهم ثم أن الله سبحانه وتعالى أمطر الحجارة على أصحاب الفيل ، فصاح أبرهة ملك الحبشة المذكور أين نفيل فلم يجده ، وهلكوا في ذلك وقال الله تعالى في حقهم : ألم تركيف فعل ربك بأصحاب الفيل سورة الفيل : الأية 1 وقال نفيل في ذلك ، وكل القوم يسال عن نفيل كأن علت للحبشان دينا حمدت الله إذ عاينت طيرا وخفت حجارة تلقى علينا فصل في ذكر الطائف وجدة وأما الطائف فإنها بلاد عجيبة كثيرة الماء والشجر، وسميت الطائف لما ورد أن جبريل عليه السلام اقتلعها وطاف بها الكعبة ، ويقال: إن رجلا يسمى الدمون بنا حائطها ، وقال: بنيت لكم طائفا فسميت بذلك . وأما جدة فهى ميناء مكة المشرفة ترد إليها المراكب بالبضائع وهى من أعظم المين ، وربما يردها في كل سنة نيف عن مائة مركب من جملة ذلك مركب بسبعة قلوع ، وتؤخذ الموجبات والرسوم تحمل إلى صاحب مكة ، وكان الملك الأشرف أبو النصر برسباى تغمدة الله برحمته شاركه في أخذ نصيب من ذلك ، ويقال: إن متحصل الجهة المذكورة مائتان ألف دينار في كل سنة وريما يزيد وينقص فصل فى ذكر المدينة على ساكنها الصلاة والسلام ولها أسماء عديدة ، المدينة ، وطيبة ، وطاب، والدار، ولولا أن الله تعالى اختارها على سائر الأرض ما جعلها دار هجرة نبيه محمد عليه السلام وضمت أعضاؤه الشريفة ، وبوسطها الحرم الشريف، وحجرته الشريفة مدفون بها وضجيعيه أبو بكر ، وعمر رضى الله عنهما وبه منبر رسول الله لم يبق من آثاره غيره ، وقيل كان من خشب الطرفة تحت المنبر الموجود الأن الذى هو من بعليكن إنشاء الملك المؤيد وكان منبر رسول الله ثلاث ذرجات .
وروى أن النبي بنا مسجده سبعين ذراعا في ستين ذراعا، ثم زادت فيه الصحابة إلى ما صار على ما هو عليه الأن حتى أن يأتيه الوفود من أقطار الأرض ، فيسعهم وبه الروضة .
وروى أن النبي قال : آما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة وسئل بعض العلماء أى البقاع أفضلفقال : مكان ضم أعضاء النبى وقيل في ذلك ، يا خير من دفنت فى القاع أعظمه فطات من طيبهن القاع والاكم وبالحرم الشريف رواقات وفيه سبيل، وحول الحجرة قناديل من فضة وعليها كسوة من ديباج منفوش . وبالمدينة المشرفة أماكن مشهورة بالفضل منها مسجد الفتح ومسجد القبلتين ومسجد بنى حارثة ومسجد بني ظفر ومسجد بني الحارث وغيرها وكثير من دور الصحابة المشهورة بالفضل مما يطول شرح وصفها ، ويظاهرها البقيع وهو من الجهة الشرقية به قبر العباس عم النبي عليه السلام ، وقبر الإمام الحسن بن على بن أبى طالب والإمام على بن الحسين بن زين العابدين ، والإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصادق وعبد الله بن العباس وصفية عمة رسول الله وعشمان بن عفان ومالك بن أنس والأرقم بن معرور وجابر بن عبد الله الأنصارى ، وجرير بن مطعم وحكيم بن حزام ، وخاطب بن أبى بلتعة وزيد بن تابت وزيد بن خالد الجهني والمغيرة بن الأخن ، وشريق وعروة بن الزبير وصهيب ابن الروم والمقداد بن الأسود ومحمد بن أبى سلمة وأبى الهيتم بن الهيتان وعبد الرحمن بن الحارث وعبد الرحمن بن عوف الزهرى وسعد بن أبى وقاص وسعيد بن زيد من العشرات ومعاوية بن معاوية الليثي وسلمة بن الأكوع وعمر بن سعد ومحمد بن المنذر وابن أم مكتوم وعتاب بن أسيد وجابر بن عبد الله ونوفل بن معاوية وجعفر بن محمد ابن الحنفية وعبد الله بن أبى أوفى وعبد الله بن مسعود وسعيد بن المسيب وقيس بن سعد وعبد الله بن سلام وصفوان بن سليم وعبد الله بن عبد العزيز العمرى وسعيد بن إبراهيم بن عوف وعبد الله بن عبد الله بن مسعود وأبى طلحة وأبى سفيان بن الحارث وعمر بن أم مكرم وأبى قتادة بن ربعى وخلق كثير من الصحابة رضى الله عنهم والتابعين وتابعيهم مما خفى قبره . ويقبا مسجد شريف به قبه ومنارة ، وبئر التى تفل رسول الله فيها فعادت حلوة ، وجبل أخد وبه قبر حمرة عم الني وعبد الرحمن بن جحش وكشير من الشهداء ومساجد كثيرة من المدينة إلى تبوك . وبالمدينة المشرفة سور وقلعة ومدارس ومساجد وأسواق وشوارع وبساتين، ونخل كشير وفنادق وحمامات وهى مدينة حسنة .
فصل شى وصف مدينة الينبوع وهى مدينة حسنة تشتمل على سور وقلعة ، وقد أمر بهدم القلعة الملك الأشرف ، لما خرج أميرها عن طاعته، وجهز له جيشا فاقتلعوها منه وهدموا القلعة المذكورة، ومدينة الينبوع كثيرة العمائر والأسواق والنخل ، وهى من جملة أرض الحجاز لكنها سلطنة بمفردها ، وأما القاعدة أن ما يذكر هؤلاء الملوك وهم صاحب مكة والمدينة والينبوع في ديوان الإنشاء إلا أمراء ، وللينبوع بندر ترد إليه المراكب بالغلال من سواحل الطور يؤخذ عليها المكوس لصاحب الينبوع في كل سنة تقدير ثلاثين ألف دينار ، وببلاد الحجاز الشريف أماكن مشهورة ومراكز عديدة وأخياف كثيرة ، والخيف عبارة عن قرية تحمل منها شىء معين لأصحابها ولو أردنا ذكر ما بالحجاز الشريف من أشياء كثيرة لطال الشرح فصل فى ذكر بين المقدس والأرض المقدسة التي ذكرها الله تعالى في القرآن العظيم في أماكن كثيرة فقال تعالى : { وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية} [سورة البقرة الأية 58] قيل : هى البيت المقدس . وقوله تعالى . { وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة } [سورة البقرة الأية 58] والباب الأن مشهور بحطة وقوله تعالى ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيه اسمه [سورة البقرة الأية 114) قيل : هو بخت نصر وأصحابه لما خربوا بيت المقدس ، وقوله تعالى { وإذ قال موسى لقومه : يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم } [سورة المالدة الأية 5] ، وقوله تعالى . { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها [سورة الأعراف : الأية 137 ) قيل : هى من أرض فلسطين إلى الأردن ، وهى الأن من جملة الأرض المقدسة ، وقوله تعالى : { ولقد بوأنا بنى إسرائيل مبوا صدق سورة يون : الأية 93] . قال معمر: بوأهم الشام وبيت المقدس ، وقوله تعالى : { سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله سورة الأسراء: الأية 1] ، وقوله تعالى . { فاخلع نعليك إلك بالواد المقدس طوى} [سورة طه الأية 12) ومعن طوى أى طهر ، وقوله تعالى : { ونجيناة ولوطا إلى الأرض التى باركنا فيها للعالمين] [سورة الأنياء: الأية 71) وهى الأرض المقدسة ، وقوله تعالى : { برثها عبادى الصالحون 4 [سورة الأنياء: الأية 105 ) ، هي الأرض المقدسة ، وقوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام : { إنى ذاهب إلى ربى } [سورة الصافات : الأية 99] فى بعض الأقوال ، أى الأرض المقدسة وقوله تعالى . { واستمع يوم ينادى المنادى من مكان قريب } [سورة في : الأية 41]، المنادى هو إسرافيل عليه السلام ينادى من تحت صخرة بيت المقدس بالحشر ، وهى فى وسط الأرض ، وقوله تعالى : { فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه} [سورة النور .
الأية 36) يعنى به بيت المقدس ، وقوله تعالى . { وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها} [سورة سبا الأية 18) . زوى عن ابن عباس أنها بيت المقدس ، وقوله تعالى . { والطور وكتاب مسطوره [سورة الطور: الأية 1] ، أراد به الجبل الذى كلم عليه موسى بالأرض المقدسة ، وقوله تعالى : { فضرب بينهم بسور له باب باطنة فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ، يعنى به المؤمنين والمنافقين، وقيل: بباطنه المسجد وبظاهره وادى الجهنم ، وقوله تعالى . هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر [سورة الحشر: الأية 2] - قال عكرمة الحشر المراد به بيت المقدس ، وقوله تعالى . { فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة [سورة النازعات : الأييان 13 و4ا) وهو بقيع بجانب الطور ، وقوله تعالى : { التين والزيتون } سورة التن : الأية 1] . وروى عن ابن هريرة رضى الله عنه أنه قال : الزيتون طور زيا مسجد بيت المقدس . وقال رسول الله لا تزال طائفة من امتى على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضزهم من خلفهم ولا ما أصابهم وهم كذلك وروى أن أول من بنى مسجد بيت المقدس يعفوب بن إسحاق . وروى عن كعب أنه قال : إن الله تعالى أوخى إلى سليمان عليه السلام ، أن يبنى بيت المقدس ، فجمع حكماء الإنس والجن وعفاريته وعظماء الشياطين ، فجعل فريقا يبنون وفريقا يقطعون الصخرة والعمدة من معادن الرخام ، وفريقا يغوصون في البحر فيخرجون منه الدر والمرجان، كل درة قدر بيض النعامة ، وأسس البناء على الماء ولما فرع من بنائه أطعم فيه بنى إسرائيل اثنى عشر ألف ثور وزوى عن كعب بن أمية أن داود عليه السلام أعد لبناء بيت المقدس مائة ألف بدرة ذهب ، وألف ألف بدرة ورقا ، وثلاث مائة ألف دينار لطلى البيت . وروى أن الكلبى قال : لما فرع سليمان عليه السلام من بناء بيت المقدس ، أنبت الله له شجرتين عند باب الرحمة ينبتان الذهب والفضة فكان في كل يوم ينزع من كل واحدة مائت رطل ذهبا وفضة إلى أن فرش المسجد بلاطة ذهبا وبلاطة فضة ، واستمر على ذلك إلى أن أتى بخت نصر خربه واحتمل منه تمانين عجلة ذهبا ، وكانت مدة العمارة من الإبتداء إلى حين نهايتها تمان سنين ، وكان فوق فبه الصخرة عزال من ذهب في عينيه درتان حمر ، يقعدن نساء البلقاء يغزلن على ضوعهما بالليل ، ومسيرة البلقاء عن بيت المقدس قريب من ثلاثة أيام وكان أهل عمواس يستظلون بظل القبه، إذا طلعت الشمس من الشرق وإذا مالت إلى الغرب ، استظل أهل الرامة وغيرهم ، وكان ارتفاع القبه ثمانية عشر ميلا. وروى عن ابن المسيب أنه قال : إن سليمان عليه السلام قرر بمسجد بيت المقدس عشرة ألاف نفسا من قراء بنى إسرائيل يقراون خمسة ألاف بالليل ، وخمسة ألاف بالنهار ، وذكر عمارته وكم عمر مرة يطول شرحه اختصرته خوف الإطالة وروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه فتح بيت المقدس في سنة ستة عشر من الهجرة ولم يزل المسلمين إلى سنة أحد وثمانين وأربع مائة، وفى سنة اثنين وتمانين أقام عليه الفرنج نيفا وأربعين يوما فملكوه ضحى نهار يوم الجمعة من السنة ، وقتل فيه من المسلمين خلق كثيرة في مدة أسبوع وقتل فى المسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفا، وانزعج بسبب ذلك المسلمون فى سائر البلاد، ولم يزل فى أيدى الفرنج نيفا وتسعين سنة إلى أن فتحه الله على يد الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة ، وسبب فتح ذلك أنه فتح كثيرا من السواحل ، وكان لا يتعرض إلى بيت المقدس ، لكونه كرسن دين النصرانية وكان في بيت المقدس شاب مأسور من أهل دمشق ، كتب هذه الآبيات وأرسل بها إلى الملك صلاح الدين على لسان القدس يا أيها الملك الذى لمعالم الصلبان نكس جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدس كل المساجد طهرت وأنا على شرقى مدنس فكانت الأبيات المذكورة الداعية له إلى فتح بيت المقدس ، ويقال: إن السلطان وجد من ذلك الشات أهلية ، فولاه خطابة المسجد الأقصى ، وكانت وفاة الملك صلاح الذين في سنة تسع وتمانين وخمس مائة رحمه الله وجزاه عن الإسلام خيرا روى أن بيت المقدس أعلى من جميع الأرض بأربعين ذراعا ، وأن جميع المياه التى فى الدنيا ينبوعها تحت صخرة بيت المقدس ، ثم تقسم بقدرة الله إلى جميع البلاد والأقاليم . وروى أنه كان كل يوم خميس واثنين تلطخ الصخرة بالزعفران والمسك والماورد ، وتبخر وتفتح للزوار ، وعليها ستور من الديباج . وروى أنه كان فم السلسلة التى فى وسط القبه درة يتيمة وقرنا كبش إبراهيم وتاج كسرى معلقات فيها في أيام عبد الملك بن مروان ، ثم لما صارت الخلافة إلى بنى هاشم حولوها .
وروى أنه كان فى المسجد الأقصى من الخشب المسقف ستة ألاف خشبة ، وفيه من الأبوات خمسون بابا ، ومن العمد الرخام ستمائة عمود ، وفيه من المحاريب سبعة ، ومن سلاسل القناديل أربعمائة سلسلة إلا خمسة عشر ، ومن القناديل خمسة ألاف قنديل ، وفيه من الأشياء العجيبة ما يطول شرحه .
وروى أن فى بيت المقدس يعنى مسجدة خمس قبه خلا فبه الصخرة وأربعة وعشرون صهريجا وفيه من المنابر أربعة .
وروى عن الحافظ ابن عساكر أنه قال: طول مسجد الأقصى سبعمائة ذراع وخمسة وخمسون ذراعا بذراع الملك وعرضه أربعمائة ذراع وخمسة وخمسون ذراعا وروى أن الضحاك بن قيس صنع به عجائب من أشياء متفرقة ، منها دار من لم يطع الله في تلك الليلة أحرقته حين يقدم إليها ، ومنها من رمى حجر إلى بيت المقدس رجع إليه ، ومنها كلب من خشب من كان عنده شىء من السحر نج عليه ، ومنها مكان من دخله وهو مذنب حزق عليه .
ناپیژندل شوی مخ