يومئذ مؤيد الدين محمد بن العلقمي فان هولاكو استدعاه بين يديه وعنفه على سوء سيرته وخبث سريرته وممالأته على ولي نعمته وأمر بقتله جزاء بسوء فعله فتوسل وبذل الالتزام بأموال يحملها واتاوة من العراق يحصلها فلم يذعن لقبوله ولا أجاب الى مسؤوله بل قتل بين يديه صبرا وتحسي من يد المنون صبرا وأوقعه الله في البئر التي احتفر وخانه فيما قدر صرف القدر فان كان على ما يقال من أشد البواعث لهولاكو على قصد دار السلام وانتهاك حرمة الاسلام وكاتبه مرارا وحثه على التوجه اليها مدرارا ووعده المظافرة والمناصرة والمهاجرة والمغامرة وسبب ذلك أنه كان شيعيا وكان الشيعة يسكنون بالكرخ وهي محلة كبيرة بالجانب الغربي من بغداد فأحدث أهلها حدثا أوجب خروج أمر الخليفة المستعصم بنهبهم فنهبوا فأثر ذلك عنده أثرا عظيما ووجد له ألما أليما وحملته الحمية والعصبية والغضب للطائفة الأمامية على مكاتبة هولاكو واستجلابه إلى البلاد العراقية ظنا منه أنه يبقى عليه ويحسن اليه فقتله شر قتلة ورذله أقبح رذلة ولما عزم الوزير المذكور على استدعاء هولاكو كتب الى الصاحب تاج الدين بن الصلايا صاحب اربل وكان يفضي بأسراره اليه كتابا نصه: الخادم محمد العلقمي يخدم بدعاء ليلى وثناء عطر مندلي وهذه خدم بها من النيل إلى سامي مجده الأثيل ومجمل فضله يغني عن التفصيل وأبان شدة القرم إلى شريف تلك الشيم ويعرض على خدمته بعد الدعاء لأيامه لا أخلي الله من أنعامه أنه قد نهب الكرخ المعظم وديس البساط النبوى المكرم وقد نهبوا العترة الهاشمية واستأسروا العصابة العلوية وقد حسن التمثل بقول شخص من غزية:
لهم أنفسهم أمرا فصبر جميل والخادم يسلفهم الانذار ويعجل لهم الأعذار وراسلهم سرارا وخاطبهم جهارا:
مخ ۳۹