278

زبده فکر په هجرت تاریخ کې

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

ژانرونه

تاريخ

بغفرانه كان الأمير علم الدين الشجاعي مقيما في القلعة ولما عاد الأمير زين الدين كتبغا والموالي الامراء تقرر الحال على ان يكون محكما في الوزارة فتحدث فيها ونفذ امرة وهابه الناس فلما كان في شهر صفر من هذه السنة خرج الأمراء من بيوتهم في يوم موكب وجلسوا على باب القلة كالعادة ينتظرون فتوح باب القلعة ليركبوا الموكب في خدمة الامير زين الدين نائب السلطنة فلم يشعروا الا وقد خرجت رسالة على لسان امير جاندار بطلب اقوام معينين الى عند السلطان وهم سيف الدين قنجاق وبدر الدين عبدالله السلحدار وسيف الدين قبلاى وركن الدين عمر أخوتمر وسيف الدين كرجي وسيف الدين طرقجي فدخلوا وقام الأمراء للركوب ولم يعلم الأمير زين الدين بما تم لهم فبينا هم يسيرون تحت القلعة جاء اثنان من الزام الأمير علم الدين الشجاعي وهما سيف الدين قنغر وجاورشي ولده وكانا في خدمته منذ كان نائب السلطنة بدمشق وذلك أنهما كانا في الاعتقال مع الظاهرية من الأيام المنصورية فلما ولى المشار اليه نيابة الشام في الأيام و الأشرفية شفع فيهما فافرج عنهما ولزما خدمته وحظيا عنده فاخبرا الامير زين الدين كتبغا أن الأمراء الذين استدعوا الى داخل سحرا قد اعتقلوا وان الشجاعي قد دبر الحيلة عليك وعلى الأمراء اذا طلعتم إلى القلعة ودخلتم الى الخوان أن يقبض عليكم ايضا كما فعل بالذين قبض عليهم سحرا فاستدعى كتبغا الأمراء الذين في الموكب وعرفهم الصورة وهو واقف على سفح سوق الخيل فتوقفوا عن الطلوع إلى القلعة وتوهموا أن الشجاعي اتفق على ذلك مع الأمراء المنصورية والمماليك السلطانية وكان بالموكب الامير ركن الدين بيبرس الجاشنكير استاذ الدار والامير سيف الدين برلغي امير مجلس فأمسكوهما في موقفهما رجما بكوادب الظنون ور كونا إلى ما نقله الواشون وارسلوهما الى الاسكندرية فاعتقلا بها إلى أن علم الله برأتهما من الريب ففرج عنهما ورفع قدرهما وانفذ أمرهما وكان ما سنذكره منهما وعند امساكهما حصل التجاذب في الكلام بين بعض القوم اللائذين بالامير زين الدين وبين علم الدين سنجر البندقداري فجرد سيفه فقتل على مكانته بسوق الخيل وتوجه الامير زين الدين كتبغا ومن معه من الأمراء الى الباب المحروق وخرجوا منه ونزلوا ظاهر السور وامروا مماليكهم واجنادهم والزامهم بان يلبسوا عددهم ويجتمعوا حولهم وأرسل الامير زين الدين كتبغا النقباء الى الحلقة والمقدمين فاحضروهم اجمعين وراسل السلطان في طلب الأمير علم الدين الشجاعي وقال له أن هذا قد انفرد برايه في القبض على الأمراء وبلغنا عنه ما انكرناه ونختار حضوره ليحاقق عن نفسه ويوضح لنا باطن امره فامتنع عن الحضور اليهم ثم أن السلطان طلع الى البرج الاحمر وتراي للامراء فقبلوا الأرض من مواقفهم وقالوا له نحن مماليك السلطان ولم نخلع يدا عن طاعته ولا لنا قصد الا في حفظ نظام دولته وازالة اسباب الفساد عن مملكته وهذا الشخص قد احدث حدثا رديا يفرن الكلمة ويخرق الحرمة ولا بد لنا منه ثم انهم حاصروه سبعة ايام فكان ينزل اليهم ومعه طائفة من الأمراء : الذين أقاموا معه بالقلعة وهم سيف الدين بكتمر السلحدار وسيف الدين طغجي ومن يلوذ به من المماليك لابسين ويتناوشون القتال فلما راى الذين معه أنه لم يغن شيئا تر كوه وتقللوا و فارقوه وتسللوا وصاروا ينزلون عشرة بعد عشرة ويلحقون بالامير زين الدين و ومن معه من الأمراء الكبار كالامير بدر الدين بيسرى والأمير بدر الدين امير سلاح والامير

اعوانه وانصاره خرج بنفسه وكر على الأمراء فما أغنت كرته ولا اعجبته كثرته ففر عائدا وبالقلعة لايدا وقال ان كنت انا الغريم المطلوب وقد طلبوني بهذه الذنوب فان اصير الى الحبس طوعا مني وابرأ ما قيل عنى وحضر إلى باب الستارة السلطانية وحل سيفه بيده وذهب نحو الحبس فوثب عليه مماليك الامير سيف الدين الأقوش السلحدار والامير سيف الدين صمغار وكانا قد مضيا به نحو البرج الجواني ليحبساه فضربوه بالسيوف واذاقوه مرارة الحتوف وحروا راسه وارسلوها إلى الأمراء فطيف بها القاهرة ومصر وضواحيها ولعل الله غفر له بهذه المثلة ما اجترمه من زلة والحقه بالموحدين من الملحقين المؤمنين ولقد اخبرني مخبر انه وجدت له رقعة بخطه فيها هذه الأبيات.

مخ ۳۰۲