وتحققوا أنهم مني تلبثوا وتربثوا أخذوا بالنواصي والأقدام والحقوا به في الاعدام وأديرت عليهم كوس الحمام فأجمعوا أمرهم على التوجه الى الشام وكان معهم الأمرا الأعيان الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري والأمير سيف الدين قلاوون الألفي والأمير شمس الدين سنقر الأشقر والأمير بدر الدين بيسري الشمسي والأمير سيف الدين سكر والأمير سيف الدين برامق وغيرهم قرروا العزم من الحزم والفرار خير من القرار فشمروا ذيلا وخرجوا ليلا فوجدوا باب المدينة الذي قصدوا الخروج منه منغلقا فأضربوا فيه نارا محرقا وهو الباب المعروف بباب القراطين وتوجهوا على حمية نحو البلاد الشامية وقصدوا الملك الناصر ليكونوا عنده من جملة العساكر ولما أصبح المعز بلغه تسحبهم من المدينة فأمر بالحوطة على أملاكهم وأموالهم ودورهم وغلالهم ونسوانهم وغلمانهم وأتباعهم وأشياعهم وبدل من كان معتزا بهم ومعتزيا لهم بعد العز ذلا وهوانا وبعد المهابة ذلا وامتهانا واستصفيت أموالهم وذخائرهم وشونهم وخزائنهم واستتر من تأخر منهم واختفى من انقطع من الأتباع عنهم وحمل من موجود الأمير فارس الدين اعطاي الحمل الكثيرة من الأموال لبيت المال وانقضى ما كان فيه كظل قد مال ونودي عليهم في الأسواق والشوارع وفي الطرقات والقوارع وتهدد من يأوي منهم احدا أو محمد الى نصرتهم يدا بأنواع التهديد وشديد الوعيد وتمكن الملك المعز من المملكة وزالت عنه الآراء المشتركة وارتجع ثغر الاسكندرية إلى الخامات السلطانية وأبطل ما قرره من الجبايات ووزعه من الجنايات وأعفى الرعية من المطالبات والمصادرات وأما البحرية فانهم لما وفدوا على الملك الناصر أحسن اليهم وأقبل عليهم وأولاهم برا ولطفا وتقريبا وعطفا ووسعتهم مكارمه وأعطى كلا منهم اقطاعا يلايمه ثم عزم على التجريد الى الديار المصرية فجرد عسكرا من العساكر الشامية صحبة من توجه اليه من البحرية فساروا ونزلوا بالغوار ثم انتقلوا إلى الأغوار واتخذوا العوجا منزلا للاستقرار وبلغ الملك المعز مسيرهم اليه واتفاقهم عليه فبرز بالعساكر المصرية ومعه جماعة ممن حضر اليه من العزيزية فنزل الباردة بالقرب من العباسة وانقضت هذه السنة وهو مخيم بها.
تسمي قلعة صرطق والأخرى قلعة نون واستمر على النهب والاغارة ومضايقة القلاع.
مخ ۱۳