291

============================================================

و يحصيانه عليه. قال الله عز وجل وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون [الانفطار: 10- 12].

وقد ذكر أيضا في الملائكة ملكان يقال لهما "منكر" و"نكير" في حديث النبي صلى الله عليه وآله أنه قال "إذا وضع العبد في قبره يأتيه ملكان يقال لهما منكر ونكير، فإن كان كافرا أو منافقا يقال له: ما تقول في هذا الرجل، يعني محمدا صلى الله عليه وآله، فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا(1) فقلته، فيقال: لا دريت، ولا ائتليت، ولا اهتديت"(1) .

وفي حديث آخر عن علي عليه السلام أنه قال: إذا وضع العبد في قبره يأتيه ملكان، يقال لأحدهما منكر، والآخر نكير، فأول ما يسألانه عن ربه وعن نبيه وعن وليه، فإن أجاب نجا، وإن تحير هوى. قال قائل: فما حال من عرف ربه وعرف نبيه ولم يعرف وليه؟ قال: ذلك مذبذب، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاءا ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا" [النساء: 43].

قال بعض أهل المعرفة: إنما سمي هذان الملكان "منكر" و"نكير"، لما يقع من إنكار العبد عند مسألتهما إياه، فهو ينكر ما يسألانه عنه، لأنه إن كان كافرا أوا منافقا، غير عارفي بالله ونبيه ووليه، فسؤالهما إياه منكر عنده، وقوله عندهما كير. فمنكر في معنى "مفعل"، ونكير "فعيل" في معنى "فاعل"، لأن الإنكار وقع من العبد عند المساءلة، لإنكاره قولهما، ومن الملكين لإنكارهما قوله. فأحدهما فعيل" في معنى "فاعل"، والآخر "مفعل" في معنى "مفعول" .

وروي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: هما للكافر منكر ونكير، وللمؤمن "مبشر" وابشير". فقد دلك أن هذا الاسم وقع من جهة إكار العبد ما يسألانه عنه، وإنكارهما ما يجيبهما العبد عما يسألانه ، إذا كان العبد كافرا. فإذا كان مؤمنا، استبشر بما يسألانه عنه(3)، وبشراه بالجنة عند (1) في م: نبيا.

(2) ابن قتيبة : غريب الحديث 325/1، الفائق للزمخشري 152/1 . وينظر: صحيح البخاري .(1374) (3) من إذا كان العبد سقطت من ه.

مخ ۲۸۸