============================================================
مضافة إلى الله عز وجل. و"إيل" اسم من أسمائه.
فأما جبرئيل وميكائيل ففيه ثلاث لغات. يقال: جبرئيل وجبريل وجبرال، وميكائيل وميكائل(1) وميكال. ويقال: إسرافيل وسرافيل. وكل ذلك قد جاء عن العرب. قال جرير: [الكامل] عبدوا الصليب وكذبوا بمحمد وبجبرئيل وكذبوا ميكالا(2) وقال آخر: [السريع] جبريل في ألف وميكال في ألف ويتلوهم سرافيل ليلة بذر مددا أنزلوا كأنهم طير أبابيل(3) والملائكة خلق من خلق الله روحاني، على ما رواه العلماء، وأتق به الأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله. وإنما سموا "ملائكة" لإرسال الله إياهم إلى الأنبياء، على ما دلت عليه اللغة أنه مأخوذ من "المألكة"، وهي الرسالة.
و سمعت بعض أهل اللغة يقول: سموا ملائكة لأن الله عز وجل خلقهم وكل كل ملك منهم بأمر من الأمور، واستحفظه واسترعاه، وجعل تدبيره إليه، وملكه منه. فسمي "ملكا"، وفتحت اللام منه فرقا بينه وبين "الملك" البشري، فقيل للبشري "ملك"، وللروحاني "ملك". وقد وكل الله بالريح ملكا، وبالشمس ملكا، وبالمطر ملكا، وبالنبات ملكا، وملكه ذلك التدبير، وسخر له ذلك الشيء الذي وكل به، وأعطى(4) الملك القدرة عليه. كما قيل "ملك الموت"، سمي بذلك لأن الله عز وجل ملكه أرواح العباد، ووكله بقبضها، وكما قيل للملائكة "الكرام الكاتبين"، فهم لا يعصون الله ما أمرهم، ولا يخالفون ما أمروا به، وكلوا به . وقال (عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) [ق: 18]. فهذا في الملكين الموكلين بأعمال العباد. ويقال قد وكل اله بكل عبد ملكين؛ أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، فهما يكتبان عمله، (1) لم ترد في ب.
(2) ديوان جرير 52/1.
(3) ديوان السيد الحميري ص 323.
(4) في ه: وأعلى.
مخ ۲۸۷