279

============================================================

وقال الأصمعي: الكرس(1) : الأصل، وأنشد للعجاج: [الرجز] في معدن الملك القديم الكرس وقال: الكراسة: الكتاب. سميت بذلك لأنه قد جمع فيها العلم والحكمة .

وقال غيره: سميت كراسة للأوراق التي جمع بعضها فوق بعض. قال: وهوا مأخوذ من "الكرس"، وهو ما دمن الناس في آثار الدار من الرماد والسرجين ، بعضه فوق بعض. قال العجاج: [الرجز] يا صاح هل تعرف رسما مكرسا قال: نعم أعرفه وأبلسا أي قد تكرست فيه الأبوال والأبعار. وما أكثر ما جاء في هذا(4).

والكرس: المجتمع المتلبد من البول والبعر وغير ذلك، جمعه: أكراس وأكرس. قال المسيب: [البسيط] الواهب الطفلة الحسناء زينها مكرس كصلي الجمر منظوم(5) يعني الحلي بعضه فوق بعض. وأنشد: [الوافر] أضاءت أحور العينين طفلا تكرس في ترائبها الفريدر تكرس: تلبد بعضه فوق بعض(7).

(1) في م : الكرسي.

(2) تفسير الطبري 16/3، وديوان العجاج، الملحق، ص 78 .

(3) الأول في الفروق لقطرب ص 72، رسالة الصاهل والشاحج للمعري ص 620، وديوان العجاج ص31.

(4) لم ترد الجملة في ب.

(5) لم يرد في شعر المسيب المجموع في الصبح المنير.

ا ا الا ال ال ا أضاءت أحور العينين طفلا يكدس في ترائبه الفريد حول استعارة العربية كلمة (كرسي) من اللغة الصينية ، لأن (40251) كان معناه المقعد العظيم الذي يمثل عرش بوذا . وهذا الرأي، على طرافته، غير صحيح من الناحية التاريخية ، لأن كلمة (كرسا) ترد في كثير من النقوش الآرامية بمعنى العرش ، منذ أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد ، اي قبل عصر بوذا، ومنها نقش (بر ركب) ملك شمأل، الذي يعود إلى عصر تغلات بيلاصر (738- 734ق م) . وفيه يقول: (هوشبني مرئي تغلات بلاصر على كرسا أبي) ، أي : أجلسني سيدي تغلات بيلاصر على عرش أبي . انظر : ولفنسون : تاريخ اللغات السامية ص 110.

مخ ۲۷۶