============================================================
من المكافأة في الدنيا(1). هكذا فسره المفسرون(2). وقال (ولكن الله يمن على من يشاء من عباده) [إبراهيم: 11]، أي يعطيهم من فضله. فالمنان من "المن" ، والمن: العطاء. فأما المنة فهي الاعتداد. يقال: امتن عليه بالعطية، ومن عليه منة ومنا أيضا. وأنشد: [البسيط] أفسدت بالمن ما قدمت من حسن ليس الكريم إذا أعطى بمنان أي اعتد عليه بها، وهو مذموم. قال الله عز وجل (قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان) [الحجرات: 17]. فهو من العباد مذموم، ومن الله عز وجل محمود، لأنه المفضل بالعطايا . والمنان على وزن "فعال"، وكل ما جاء على هذا الوزن، مثل "غفار" ول"اقهار" و"امتان" و"حنان" من شأنه أن يفعل ذلك. فالمنان، أي من شأنه المن والإعطاء. تبارك الله المنان.
[37] الديان ومن صفاته عز وجل "الديان"، وأصله من الدين، وهو الطاعة، لأن الخلق كله دان له، وتذلل بالطاعة، ولم يفته شيء من خلقه، ولم يستعص عليه شيء حتى كونه وأبدعه، بل كان كما قال له: "كن"، فكان، ولم يخالف شيء إرادته ومشيئته، ولم يعجزه شيء، ولا التاث عليه. فكل(4) قد دان له، أي أطاعه.
ويقال: دان له ، يدين، أي أطاع. قال الكميت: [الطويل] ولكن مواريث ابن آمنة الذي به دان شرقي لكم ومغرب(5) وقال القطامي: [الكامل] (1) في الدنيا : زيادة من م .
(2) ينظر : تفسير الطبري 177/29 .
(3) عيون الأخبار لابن قتيبة 179/3، والزاهر 356/2، وتسهيل النظر للماوردي ص 123 ، بلا نسبة، وديوان امرئ القيس ص 478، (في الشعر المنسوب له) .
(4) هكذا في م وأخواتها، وفي ب: فكان.
(5) ديوان الكميت ص 524 .
مخ ۲۵۴