============================================================
ويشاهدهم. فحذفت الألف واللام عند الدعاء لذلك، فقيل "يا رب"، "يا رحمن" ، "يا رحيم"، "يا عزيز" . قال الله عز وجل في صفة المخلوق يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر [يوسف: 88] . لما كان المخاطب مدركا(1) خاطبه ب ليا أيها"، كما تقول لمن تخاطبه: يا أيها الرجل، ويا أيها الإنسان. فإن قيل إن اله تبارك وتعالى فيه ألفت ولام، وقد دعي ب"يا"، ولم يسقط منه الألف واللام ولم يدع ب"يا أيها"، فقيل: يا الله، قلنا : الألف واللام في هذا الاسم كأنها من ال سنخ الكلمة على ما بينا في تفسير هذا الاسم. ألا ترى أنك إذا رددته إلى أصله قلت "الإله"، فإذا دعوت أسقطت الألف واللام فقلت: يا إلهي، كما أسقطت من الرب؟
وجه آخر، نقول إن هذا الاسم هو له خاص، لم يسم به غيره، فلزمته الألف واللام حتى صارت كأنها من سنخ الكلمة، لأن الألف واللام إنما تسقط(2) عن الاسم الذي يكون في حال الخصوص مرة، كقولك "رب الدار"، وفي حال العموم مرة، كما جاء في صفة الله عز وجل، فقيل: "الرب"، أي هو رب كل شيء. والله هو اسم لا يكون لغيره، فيكون في حالتين، فلزمته، ولم تسقط عنه في شيء من الأحوال، لأنها حال واحدة. فصارتا فيه كأنهما من سنخ الكلمة.
وإنما أسقطث(3) من "الإله" في حال ما، لأن العرب كانت تقول لأصنامها "آلهة" .
فكل صنم كان ينسب إلى قوم، فيقال "إله بني فلان"، فسقطت الألف واللام التي لم تكن من أصل الكلمة. فإذا أردت به الله عز وجل قلت "الإله"، لأنه الإل ه الحق، لا إله غيره.
(1) في ب: مدروكا.
(2) هكذا في ب، وفي م وأخواتها : تسقطان . ويلاحظ أن المؤلف يفردهما مرة ويثنيهما مرة.
(3) هكذا في ب، وفي م وأخواتها : سقطتا.
184
مخ ۱۸۷