============================================================
التربية، والتربية هو القيام عليه بالصلاح حتى يبلغ المراد. ومن أجل ذلك سمي الربائب"، لأنهم يتربون في حجور أزواج أمهاتهم، فكأنهم قاموا بإصلاحهم حتى بلغوا. قال الله عز وجل (وربائبكم اللاتي في حجوركم) [النساء: 23]. وكذلك ب المال يقوم بإصلاحه. وفي الحديث أن التبي صلى الله عليه وآله قال لرجل: أرب إبل أنت أم رب غنم؟ فقال: من كل قد آتاني الله، فأكثر وأطيب(1). يعني ة (2) أه(2) مالكها والقائم عليها.
وإنما قيل لله عز وجل "الرب"، لأنه مالك كل شيء ومدبره والقائم عليه.
وهو عز وجل رب الأرباب، ومالك الملوك، وما ملكت. ويقال في الدعاء: يا رب، بإسقاط الألف واللام. وقد يقال بغير ياء النداء، فيقال: رب. قال الله عزا وجل رب أرني أنظر إليك) [الأعراف: 143]، ولارب إنهن أضللن كثيرا من الناس) [إبراهيم: 36]، و(قال رب اغفر لي ولأخي)(3) [الأعراف: 151].
وقد جاء في القرآن أيضا بياء النداء: (يا رب إن قومي اتخذواه [الفرقان: 30]، معناه الإضافة إلى ياء المخبر عن نفسه "ربي" ولايا ربي" . قال أبو عبيد(4) : وبنو تميم يقولون: يا رب. وأنشد: [الرجز] يا رب إن أخطأت أو نسيت فأنت لا تنسى ولا تموته قال: فلا يضيفون بالياء. وربما أضيف إلى الجمع: يا ربنا، وربنا. قال الله عز وجل (ربنا اغفر لنا ذنوبنا) [آل عمران: 147]. وإنما حذفوا الألف واللام عند الدعاء، لأن كل اسم فيه ألف ولام يدعى ب"يا أيها". فإن لم تكن فيه ألف ولام يدعى ب"يا". وإنما يدعى ب"يا أيها" المخاطب المشاهد المدرك المشار اليه. والله عز وجل لا يدركه مخلوق ولا يشاهده، بل يدرك المخلوقين (1) ابن قتيبة : غريب الحديث 424/1 .
(2) أنه : زيادة من م وأخواتها، لم ترد في ب.
(3) في جميع الأصول: (رب إن القوم استضعفوني) . ولا توجد هكذا آية ، بل هي (ابن أم إن القوم استضعفوني) ، والآية أعلاه بعدها مباشرة.
(4) هكذا في ب، وفي م وأخواتها والمطبوع: أبو عبيدة.
(5) ديوان رؤبة ص 25 .
183
مخ ۱۸۶