============================================================
فالاسم للنطق، والصفة للنظر. والاسم للسان، والصفة للعين. قال: فقوله (علم ادم الأسماء كلها) [البقرة: 31]، أي أعطاه سمة كل شيء ليستدل به(1) على مكنون كل شيء وجوهريته. فاحتوت الأسماء على جميع علم(2) الأشياء، فعلمها آدم عليه السلام.
وأما أصل(3) العلم فحروف المعجم، وهي ثمانية وعشرون حرفا، وهي مشتملة على جميع الأسماء، ومنها ألفت اللغات. فجميع العلم مستخرج من الأسماء، وعلمه الله عز وجل آدم عليه السلام . فبذلك برز على الملائكة، حتى زعوا إلى التسبيح، فقالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) [البقرة: 32].
قال النحويون: من قال إن "اسما" مأخوذ من السمة، فقد غلط، لأنا لا نعرف شيئا دخلته ألف الوصل مما حذفت فاؤه، أعني فاء الفعل، نحو "عدة" ولزنة" ، أصلها "وعده" و"اوزنه" . فلو كان "اسم" من "اسمة" ، لكان تصغيره ، إذا حذفت منه الف الوصل "وسيم"، كما أن تصغير "عدة" و"صلة" "وعيدة" و"وصيلة" . ولا يقدر أحد أن يرى ألف(4) الوصل فيما حذفت فاؤه من الأسماء(5) .
قال أبو عبيدة: "بسم الله" مجازه هذا بسم الله، [قبل كل شيء](2) أو بسم اله أول كل شيء، ونحو ذلك(7). وأنشد لعبد الله بن رواحة: [الرجز] باسم الإله وبه بدينا ولو عبدنا غيره شقينا(8) وقال: "بسم الله" إنما هو بالله، لأن اسم الشيء هو الشيء بعينه(4). واحتج بيت لبيد: [الطويل) (1) به : زيادة من ب.
(2) علم : زيادة من ب، لم ترد في الأصول الأخرى.
(3) في ب : كمل.
(4) في ب: أصل الوصل.
(5) النص للزجاج في معاني القرآن 40/1 . وينظر : الزجاجي : اشتقاق أسماء الله ص 256 ..
(6) زيادة من مجاز القرآن .
(7) أبو عبيدة : مجاز القرآن 20/1.
(8) أبو عبيدة: مجاز القرآن 20/1، وديوان عبد الله بن رواحة ص 142 .
(9) أبو عبيدة: مجاز القرآن 16/1.
مخ ۱۶۸