كان يصغي بانتباه شديد، لكنه لم يكن، فيما يبدو، قلقا بسبب فقدان فرد من أفراد جماعة المصلين.
وقال: «لا! إنه الشيطان وحسب يلهو بك. من طبعه ذلك، أي محاولة غوايتك لصرفك عن المسيح، ولكن هذا لن يؤدي إلا إلى تقوية إيمانك، وسوف ترين يوم الأحد.»
وعندما ذهب الرجل كان يقين كاثي قد ازداد . كيف يمكن أن تكون هذه الزيارة إلا آية من عند الله؟ ففي اللحظة التي كانت تراودها الشكوك في عقيدتها، جاء رسول أرسله يسوع فدخل مباشرة حياتها.
وفي يوم الأحد التالي ذهبت إلى الكنيسة، وقد عقدت العزم من جديد على الصمود، فإذا كانت يوكو تجد الراحة والهداية في الإسلام، فإن كاثي كانت واثقة بأنها تلقت دعوة شخصية من المسيح. دخلت وجلست بالقرب من الصف الأمامي، مصممة على أن يراها صديقها الجديد ويعرف ما أحدثه من تأثير.
لم يستغرق ذلك مدة طويلة؛ إذ حين نظر إلى جماعة المصلين ووقع بصره عليها اتسعت حدقتاه، وأحست من تعبير وجهه أنها كانت الشخص الذي ظل يبحث عنه طول النهار، وذكرت التعبير نفسه على وجوه الأطفال حين يلمحون التورتة التي أعدت يوم مولدهم وكتبت عليها أسماؤهم.
وعند ذلك، فجأة، وسط الصلاة، نودي عليها بالاسم، كان الواعظ، أمام القاعة الزاخرة التي احتشد فيها ما يقرب من ألف شخص، يناديها باسمها كاثي دلفين.
وأمرها الواعظ قائلا: «تعالي هنا يا كاثي.»
ونهضت كاثي من مقعدها وسارت نحو الأضواء الباهرة التي غمرت المنبر، وحينما صعدت خشبة المسرح وقفت حائرة لا تدري أين تنظر، وكيف تتجنب وهج الأضواء، حجبت عينيها وحولتهما عن الضوء وخفضت بصرها. ركزت نظرها على حذائها وعلى الذين يجلسون في الصف الأمامي. لم يسبق لها أن وقفت أمام هذا الحشد الكبير. كان أقرب ما يشبهه يوم زفافها، ولم يكن عدد الحاضرين يتجاوز خمسين أو نحو ذلك من الأصدقاء وأفراد الأسرة، فماذا كان هذا؟ لماذا استدعيت؟
قال الواعظ: «كاثي! أخبريهم بما أخبرتني به. أخبرينا جميعا.»
وجمدت كاثي في مكانها، لم تكن واثقة بأنها تستطيع القيام بذلك. كانت كثيرة الكلام ونادرا ما تفقد أعصابها، أما أن تعيد ذكر ما قالته للكاهن بصفة شخصية أمام ألف من الغرباء فلم يبد لعينها صوابا.
ناپیژندل شوی مخ