وتستعار للحرب التي قوتل فيها مرة أخرى. وتورثوا: تذكوا. والاليلة: الثكل. والابلاد: الآثار، وأحدها بلد. والقعساء: الثابتة. وتفوقهم: تسقيهم الفواق أي ما بين الحلبتين. وتستنبثوها: تستخرجوا نبيثها والنبيثة في الأصل ما يخرج من البئر إذا حفرت. ومكشم: مقطوع.
وقال الآخر:
يرى الحاضر الشاهد المطوئن ... من الأمر ما لا يرى الغلئبُ
وقال الأحوص:
قالت وقلت تحرجي وصلي ... حبل امرئ بوصالكم صبُ
صاحب إذا بعلي فقلت لها ... الغدر شيء ليس من ضربي
ثنتان لا أدنو لوصلهما: ... عرس الخليل وجارة الجنبِ
أما الخليل فلست فاجعه ... والجار أوصاني به ربي
عوجا كذا نذكر لغانيةٍ ... بعض الحديث مطيكم صحبي
ونقل لها فيهم الصدود ولم ... أذنب بل أنت بدأت بالذنبِ
إن تقبلي نقبل وننزلكم ... من بدار السهل والرحبِ
أو تدبري يكدر معيشنا ... وتصدي متلائم الشعبِ
ولمّا سمع أبو السائب هذا الشعر قال: هذا المحب عينًا لا الذي يقول:
وكنت إذا حبيبٌ رام صرمي ... وجدت وراي منفسحًا عريضا
اذهب فلا صحبك الله ولا وسع عليك! قلت: واتما قال ذلك لأنهم يرون أنَّ فضيلة المحب وكمال العاشق أن يتطبع بلواعج البلبال، ويستديم الصبابة على كل حال.
وحدث بعض الأدباء قال: قال عروة بن عبد الله: نزل أبن أذينة في دارنا بالعقيق فسمعته ينشد:
إنَّ التي زعمت فؤادك ملها ... خلقت هواك كما خلقت هوى لها
كيف الذي زعمت به وكلاهما ... أبدى بصاحبه الصبابة كلها؟