246

زهر الأکم په امثالو او حکمو کې

زهر الأكم في الأمثال و الحكم

پوهندوی

د محمد حجي، د محمد الأخضر

خپرندوی

الشركة الجديدة - دار الثقافة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

د خپرونکي ځای

الدار البيضاء - المغرب

ژانرونه

ادب
بلاغت
ومصداقه قوله ﷺ: إياكم وخضراء الدمن، وسيأتي.
وقال الآخر:
لا تيأسن وإن عز الوصال فقد ... تجفو أناسٌ وهم في الغيب أحبابُ
وقال الآخر:
لا يقبل الصدق من الكذب ... ولو أتى بمنطق عجابُ
وقال الآخر:
يا بصيرًا إلاّ بإبصار كتبي ... وجوادًا إلاّ بردِّ جوابِ
وقال الآخر:
يخيب الفتى من حيث يرزق غيره ... ويعطى الفتى من حيث يحرم صاحبه
وقال الآخر:
يذمون دنياهم وهم يطلبونها ... ولم ير كالدنيا تذمُ وتطلبُ
وهو مثل قول الآخر:
قد أجمع الناس على ذمها ... وما أرى منهم لها تاركا
وهذا من توهيمات الخيال وأغاليط الشعراء وإلاّ فليس لهذا التعجب موقع ولا للألغاز محل، إذ العقول السليمة كلها ذامة للدنيا وليست بطالبة لها ومتى وقع منها طلب فمكلوبها غير مذموم كما أنَّ مذمومها غير المطلوب. فإنَ الدنيا من حيث إنّها مزرعة للآخرة وقنطرة يعبر منها إليها وزاد يبلغ إليها لا بد منها وهي محمودة غير مذمومة ومن حيث إنّها فتنة وعائقة عن الفوز ومبعدة عن النجاح وموجبة للعقاب أو العتاب، مذمومة عند كل بصير غير مطلوبة بل مهروب منها غاية الهرب ومنفور منها غاية النفور ولا يطلبها على هذا الوجه إلاّ أعمى البصيرة وهذا الله تعالى بذمها. وقد يذمها بلسانه وهو يحبها سرًا، وهو غير ذام لها بالحقيقة. وعلى مثل هذا الذي خالف قوله فعله يحسن من جهة الظاهر إنشاد الشعر السابق، ولا يصح الاتفاق ولكن الأكثر والأغلب هذا نسأل الله السلامة من فتنة المحيا والممات.

1 / 258