قالت هناء ضاحكة: نأكل وننام، هذا ما تبقى لنا من العيد. - وأنت يا علوان؟ - إلى المقهى على الأقدام.
فقال فواز باسما: ثرثرة كالعادة.
فقلت: وعيد آخر اتفقت دورته مع العيد؛ عيد النصر.
فقال علوان ساخرا: النصر والسجن.
فقلت بنشوة غازية: لا دوام لحال، الجديد أيضا آت لا ريب فيه. - حقا؟! .. يحيا الصبر والانتظار.
فقال فواز حالما: مفاجأة بترولية أو اكتشاف نهر مغمور في الصحراء.
فقال علوان: أو اندلاع ثورة.
فتساءل فواز: هل تعني الثورة إلا مزيدا من الخراب؟
فقال علوان متهكما: ضربوا الأعور على عينه!
يتحدثون عن الثورة بلا معرفة، لم يسمعوا عنها. حكى لهم الراوي المأجور حكاية زائفة كاذبة. يبدأ المدرس المغلوب على أمره درسه بالسؤال الخائن: «لماذا فشلت ثورة 1919؟» يا أبناء الأبالسة، ألا توجد قطرة حياء؟ يا زبانية المعتقلات وعباد نيرون، ها هو علوان يلوح بيده ويذهب؛ يذهب حاملا خيبة فرد وجيل معا. وفتحت هناء التليفزيون قائلة: نشاهد الحفل.
ناپیژندل شوی مخ